ندّد سكان بلدية سيدي الشحمي وكذا بلدية حاسي بن عقبة وبوتليليس وكذا بلدية قديل وغيرها، من غياب شبكة الغاز بعد قطعهم يوميا لمسافات طويلة لاقتناء قارورات غاز البوتان، التي أصبح الحصول عليها في هذه الأيام الباردة، أمرا صعبا حيث يلجأ البعض من السكان للاستعانة بالحطب للطهي والتدفئة، والذي ألحق أضرارا وحروقا كثيرة وإغماءات للأطفال، بعد تصاعد دخان الحطب في المنازل ويبدو الأمر وكأنهم يعيشون في القرون الأولى• كما يعاني العديد من سكان هذه البلديات المحرومة من الغاز الطبيعي من أمراض عديدة جراء نقص التدفئة وبرودة الطقس، خاصة في هذا الفصل، مما زاد من تضاعف عدد الحالات المرضية بالمراكز الطبية المتواجدة بها ومنها داء المفاصل والربو والحساسية في ظل الحياة القاسية التي يعيشونها وسط بنايات هشة ومتصدعة وظروف إقامة صعبة• زيادة على الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي والتي تبقى متواصلة مع فصل الشتاء مع تساقط الأمطار وتسربها داخل المنازل، ما جعل بعض السكان ببلدية سيدي الشحمي يصفون الوضع بالجحيم والكارثة• كما تعرف البلدية مظاهر اهتراء الطرقات وانتشار الحفر وانهيار العديد من المنازل القديمة وتصدع الأسقف، كلها عوامل جعلت السكان ينددون ويحتجون ويطالبون بحقوقهم في مشاريع تنموية من شأنها أن تخرج هذه البلديات من العزلة المفروضة عليهم وسط برودة الطقس وغياب الإنارة وانقطاع المياه وتصدّع جدران المنازل وغياب النقل لجلب قارورات غاز البوتان خاصة بالنسبة للقرى البعيدة والدواوير• من جهته، كشف المدير الجهوي لمؤسسة سونلغاز أن نسبة التغطية لبلديات ولاية وهران بالغاز الطبيعي، وصلت 43%، في الوقت الذي حاولت فيه المؤسسة تمديد شبكتها نحو عدة دوائر وبلديات، إلا أن غياب المنشآت القاعدية أعاق سير إنجاز العديد من المشاريع المسطرة، حيث تم إيداع العديد من الملفات من الوزارة الوصية بعد تعثر هيئتهم في تحقيق تلك المشاريع ومنها المشروع المتعلق ببلدية سيدي الشحمي• وأضاف ذات المتحدث، أن هناك سلسلة من المشاريع المبرمجة في إطار الاستثمار، هي حاليا قيد الانجاز، خاصة بعد تلقي الدعم من المؤسسات البنكية، إلا أن مسألة الانطلاق تبقى متأخرة نتيجة لوجود العديد من العراقيل التي تعيق إنجازها والمتمثلة أساسا في صعوبة المسالك والتضاريس التي تتطلّب مكاتب دراسات ذات كفاءات عالية لإنجازها في وقت وجيز، خاصة أن هناك تجمعات سكنية في الكثير من المواقع والبلديات لا زالت تفتقر إلى شبكات الغاز الطبيعي ويعتمدون فقط على قارورات الغاز الطبيعي• وتشرع مؤسسة سونلغاز خلال هذه السنة، في عملية ربط العديد من البلديات بشبكة الغاز الطبيعي المحرومة منه منذ سنوات، حيث ستمس العملية 120 ألف منزل منه 7 آلاف مسكن بالجهة الغربية من الولاية، وذلك على مستوى 26 بلدية و128 حي شعبي على امتداد 120 كلم• فيما ستستمر العملية إلى غاية سنة 2014 لتحقيق نسبة ربط بالغاز الطبيعي تبلغ 85%، حيث وصلت حاليا إلى 64% بعدما كانت لا تتعدى 44%• وقدرت التكلفة المالية للمشروع ب 100 مليون دج• هذا المشروع انتظره سكان الكثير من البلديات التي ظلت محرومة من الغاز الطبيعي مثل بلدية البرية وسيدي الشحمي وحاسي لبيوض وقرية الأمير عبد القادر وبلديات أخرى ساحلية ومنطقة كان فالكون والشهيد محمود وحي قارة• كما يشرع في مشروع إضافي آخر ضمن برنامج التمويل، ويمتد على شبكة طولها 400 كلم من بلدية قديل وبن داود وبلدية السانيا وقرية الشهايرية بتكلفة 100 مليون دج أيضا•