هناك من يصنع الجمهور وهناك من تصنعه الجماهير· ومثلما قالت خديجة بن فنة في صحيفة الشرق الأوسط الأردنية لا يوجد نجم جماهيري ونجم غير جماهيري، هناك شخص يدخل بيتك ويظهر أمامك يوميا على شاشات التلفزيون لمدة سنوات، وبغض النظر عمّا إذا كان هذا الشخص مهرجا أو رئيس دولة أو فنانا أو مذيعا·· بعد سنوات سيسمى هذا الشخص ''نجما'' لأنك تراه كل يوم فأصبح بالتالي مشهورا بظهوره المتكرر على الشاشة·· إذن شهرتنا أو نجوميتنا كمذيعين ليست مرتبطة بأهمية ما نقوم به لأننا لا ولم نخترع الذرة، وإنما هي شهرة مرتبطة بظهورنا المتكرر على الشاشة، لهذا فور ما يغيب أحدنا عن الشاشة عدة أشهر أو سنوات ينسى الناس اسمه وشكله· عادل إمام الذي وقف موقف الرأي المختلف عن باقي الفنانين وبلهجة الثقة المفعمة بالقول ''أنا رجل قومي لا أسمح بشتم الجزائر ولا أية دولة عربية···أنا ابن ثورة 23 يوليو···، لقد قدمت مصر الكثير من أجل استقلال الجزائر، وكذلك وقفت الجزائر مع مصر خلال العدوان الثلاثي عام ,''1956 وأضاف: حأنا مع الشعب الجزائري والعربي عموما وأرفض دعوات المقاطعة'' ما جعله محل الأضواء بالجزائر التي دخلت ورغما عن الأخوة الرابطة وعن اللغة السامية والدين المقدس بمواجهة ليس لها أي أساس في الحقيقة لتكون سخرية البعض فهي لسبب لم يكن غير كرة القدم ظاهريا، حتى أن مصطفى الآغا، منشط الحصة الرياضية ''صدى الملاعب بمحطة ال''آم بي سي''، بعدما أخذ حصته من سب وشتم قال: ''إذا كانت هذه كرة القدم فبلاها من أصلو''، لأن علاقات الدول أكبر من لعبة ورغم كل هذا استمروا بنفس السياسة حتى دخلوا العدم أمام رد الفعل الجزائري· ولكن وللأسف تزامن الحدث وإنشاء الجدار الفولاذي، ولو كان مشروعا قديما، فأين الكرامة يا عادل إمام أمام الجدار الفولاذي بما أنك من مشاهير لها كلمة عند الشعب؟ الآن نحتاج لكل كلمة لها تأثيرها وفعلها بالرأي العام فالشارع المصري خرج تنديدا لما حصل بفلسطين وباقي الدول العربية متقوقعة تنتظر رأي إسرائيل أولا· نلاحظ أن المشاهير والمثقفين بمصر كثر لكن هناك ''الطايوان'' بكثرة ولا نقصد بشخص معين ولكن الفكرة موجودة ما برهن عليها الشيخ يوسف البدري المشهور بمقاضاة المشاهير، حيث قال محاميه إن المحكمة أكدت الحكم الابتدائي على ''جابر عصفور الصحفي وجريدة الأهرام وعليهما متضامنين أن يدفعا مبلغ 50 ألف جنيه مصري (9 آلاف دولار أمريكي) تعويضا عما اعتبرته إساءة للبدري''· كما كسب دعاوى ضد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي والروائي جمال الغيطاني والصحافي محمد شعير وإبراهيم سعد وسعاد صالح والفنان عادل إمام والشاعر حلمي سالم وغيرهم· الفكرة في حد ذاتها تشير إلى أنه ليس كل مثقف أو مشهور هو مثال وقدوة، فما حصل بين الجزائر ومصر أسقط الأقنعة وأفقد فعالية الفن والرسالة الفنية المثيرة والمجملة بأضواء مفتعلة وفكر من ورق· لتكون تجربة بنتائج إيجابية لتعلم مصر أن الحقيقة ليست تمثيل، وأن هناك مشاهير صنعوا مصر من زوارق ورقية، واستفاقوا على صدمة يمكن أن تحرّرهم من الألقاب المفتعلة· وأما عن الجزائر فبرهنت عن الوطنية التي نامت طويلا بسبب الأزمات والفترة القاسية واستيقظت على الحب والوحدة·