الضغط في المواجهة الثالثة سيكون على أنغولا'' بدا فضيل مغارية، الاسم الذي يحتفظ به الجمهور الرياضي كثيرا لأنه من الجيل الذهبي للكرة الجزائرية، متفائلا بمشوار الخضر في ''كان'' أنغولا إذا حافظ ''الخضر'' على هذه الروح فسيذهبون بعيدا في الكان'' تذكروا أن منتخبنا القوي عام 1985 فاز بكل المقابلات التصفوية ما عدا في لواندا'' معتبرا أن رفاق حليش قادرون على المرور إلى الدور الثاني إذا لعبوا لقاء الإثنين بنفس حماس مباراة أمس الأول، في حواره هذا مع ''الفجر''· ما تعليقك على فوز ''الخضر'' ضد مالي؟ الحمد لله لقد استعدنا أنفاسنا قليلا بهذا الفوز الذي كان ضروريا جدا لاستعادة الأمل بعد أن أظهر لنا منتخبنا وجهه الحقيقي واللائق به كمتأهل لكأس العالم، فقد كنا في المستوى في كل المجالات الفنية، التكتيكية وحتى البدنية· لكن الانتصار لم يكن سهلا، أليس كذلك؟ هذا أكيد لكون الخصم ليس سهلا على الإطلاق، فهو يمتلك فرديات رائعة تلعب في أكبر الأندية الأوربية لكن الروح القتالية العالية لمنتخبنا كانت أقوى وحسمت الموقف· والنقطة الأكثر إيجابية بعد حصد النقاط الثلاث هي أننا قدمنا أداء راق جدا، فالكرة كانت تنتقل بين مختلف الخطوط برزانة واتقان كبيرين· لكن ألا تشاطرنا الرأي في كون سعدان رفض المغامرة في الشوط الثاني ولعب أكثر على الهجمات المعاكسة؟ ما تقولونه صحيح، وأعتقد أن الأمر منطقي لكون فريقنا كان يلعب أمام منافس هو أشبه بالبركان الخامد والقابل للانفجار في أي لحظة· وما حدث للبلد المنظم في المباراة الافتتاحية جعلنا جميعا نتخوف من ردة فعله في أواخر المباراة، لكن الحمد لله ''الخضر'' كانوا في المستوى وأنسونا كبوة مالاوي· على ذكر مالاوي، ما تعليقك على ما حدث لنا ضدها؟ - هذه هي كرة القدم، أحيانا تكون قساوتها كبيرة جدا، لكن ما حدث لا يعدو سوى أن يكون حادثا وسينتهي على خير إن شاء الله إذا تجاوزنا الدور الأول طبعا··· وما هي أسباب هذه النكسة؟ والله هناك العديد من العوامل أبرزها الغرور والاستهانة بالخصم· وما زاد الطين بلة هو الحرارة العالية نظرا للتوقيت غير المناسب زائد الرطوبة التي لا تطاق· لكن هل يمكن ربط الهزيمة بالعوامل الطبيعية؟ بحكم تجربتي الدولية في أدغال إفريقيا، فأؤكد أنها مؤثرة جدا وأدعوكم للعودة إلى ما حققه منتخبنا في تصفيات مونديال مكسيكو عام 1985 حيث كان لدينا فريقا مرعبا وتمكّن من الفوز بكل المقابلات وقتها ما عدا مواجهة لواندا ضد المنتخب المحلي والتي انتهت بالتعادل السلبي واكتفائنا وقتها بالتعادل يعود للعامل الطبيعي أكثر من أي عامل آخر··· وما هي أسرار العودة القوية ضد مالي؟ لعبنا ضد مالي تحت حتمية الفوز مما جعلنا أكثر تركيزا، فمثلا الدفاع أدى مباراة دون خطأ خاصة مع التألق اللافت لحليش الذي كان بحق صمّام الأمان، كما أن خط الوسط عرف كيف يسيّر المباراة لصالحنا من بدايتها إلى نهايتها والأهم من كل هذا هو كسب 3 نقاط في انتظار تحقيق الأهم هذا الإثنين ضد أنغولا· منتخب البلد المنظم فاز هو الآخر على مالاوي، فهل تابعت مباراته؟ أكيد أني تابعت المباراة وأعتبر فوز أنغولا منطقيا لأبعد الحدود رغم تخوفها من مالاوي· ولهذا فقد سيطر الارتباك على المحليين طيلة الشوط الأول قبل أن يتمكّنوا من حسم الأمور في الشوط الثاني والمحافظة على تقدمهم· ألا تخشى أن يكون هذا الفوز محررا لهم من الناحية المعنوية قبل ملاقاتنا؟ مهما يكن فالضغط في المواجهة الأخيرة سيكون على منتخب البلد المنظم الذي سيكون تحت حصار جمهوره الذي لن يرضى بغير التأهل، مما سيجعله يرتبك وعلينا انتهاز هذا العامل البسيكولوجي للظفر بورقة التأهل خاصة وأن تعدادنا يتشكّل من لاعبين محترفين بأتم معنى الكلمة· لكن الخيار الوحيد للخضر هو الفوز؟ يمكننا الفوز بكل سهولة على أنغولا التي يدرك لاعبوها جيدا أن المنتخب الجزائري أقوى منهم بكثير وإذا لعبنا بنفس الروح القتالية التي أظهرناها ضد مالي فالتأهل سيكون من نصيبنا· المعروف أن البلد المنظم دوما يستفيد من محاباة إضافية من اللجنة المنظمة، ما رأيك؟ هذا أمر لا يختلف فيه اثنان، فمحاباة البلد المنظم أمر وارد جدا وسعدان بخبرته الطويلة لن يغفل هذا الأمر وسيطلب من لاعبيه الاستبسال فوق الميدان لاقتلاع ورقة المرور للدور الثاني· لكن منتخبنا وخلال كل مشاركاته في النهائيات لم يتمكّن عبر كل الدورات من هزم أي بلد استضاف البطولة؟ الأمور تغيّرت كثيرا اليوم وأهم شيء هو أن المستوى التحكيمي في تطور مستمر، فضلا عن كون منتخبنا يتشكّل من نخبة محترفة في الأقدام والأذهان وبالتالي فهي قادرة على نيل التأهل· تبدو متفائلا جدا··· والله تفاؤلي نابع من ثقتي في منتخبنا الذي أتوقع أن يواصل حصده للتألق رغم انطلاقته الخاطئة، فهناك العديد من المنتخبات تبدأ مشوارها بخسارة ثم تجدها في النهائي فلِمَ لا يتكرر هذا الأمر معنا··· في اعتقادك إلى أين يمكن لمنتخبنا الحالي أن يصل في هذا العرس القاري؟ أعتقد أن منتخبنا يسير في الطريق الصحيح والفوز على أنغولا في متناولنا، وإن تحقق فكل الطرق ستكون مفتوحة لنا على مصراعيها لأن الإطاحة بالبلد المنظم سيجعل المعنويات ترتفع والطموحات تكبر وبقية المنتخبات ستخشانا·