الصحافة الجزائرية كانت قاسية جدا على سعدان وردة فعله كانت متوقعة أشاد الدولي السابق ورئيس جمعية ''جيل التسعينات''، ناصر بويش، بالعودة الموفقة للخضر أمام مالي، آملا في تأكيد صحوتهم في لقاء غد أمام أنغولا، لحسم ورقة التأهل للدور الثاني زياية أحسن حل لخلافة بزاز المصاب وخطة سعدان أمام مالي كانت فعالة سعدان سيعتمد على لاعبين محضرين جيدا واستبعاد مشاركة مغني وعنتر يحيى ضد أنغولا أمر وارد كما نادى الهداف الأسطوري لشبيبة القبائل إلى مساندة سعدان ولاعبيه، مؤكدا في ذات الوقت أن ثقته كانت ولازالت كبيرة في رفقاء زياني، وتفاؤله كبير في الفوز على مستضيف الدورة شاهدنا مباراة ثانية للمنتخب الوطني ضد نظيره المالي بعيدة كل البعد عن اللقاء الافتتاحي ضد مالاوي، ما رأيك في أداء الخضر خلال المواجهتين؟ بالرغم من الانهزام أمام مالاوي في افتتاحية كأس أمم إفريقيا، والذي أعتقد شخصيا أنه حادث أو عثرة طريق فحسب، لأنني لم أغير رؤيتي إلى هذه التشكيلة التي رفعت الراية الجزائرية قبل أشهر عديدة عاليا، وبرهنت على عودتها مجددا إلى الواجهة، والحمد لله أنني لم أدخل في متاهات الانتقادات اللاذعة التي وجهت لسعدان وأشباله بعد الخسارة، كما أنني كنت مؤمنا بأن العودة قريبة، وما قام به رفقاء زياني في مباراة مالي كان بمثابة الرد المثالي على كل من شكك في قدراتهم، وكما قلتها سابقا· وحسب رأيي، أنا أفضل الصفعة في أول لقاء، لأن وقعها كان سيكون مدويا لو أنها كانت في المباراة الثانية أو الثالثة· بصراحة··· هل شككت في قدرات سعدان ولاعبيه؟ لا أبدا، فأنا أعرف إمكانيات سعدان الفنية، وعثرة مالاوي ليست مبررا قاطعا للحكم على فشله في قيادة المنتخب الوطني، في حين أن لاعبينا برهنوا أمام مالي على قوتهم وإرادتهم، ليتمكنوا من الخروج من عنق الزجاجة، بعد الاتهامات والانتقادات التي زادت اندفاعهم نحو العودة إلى الواجهة وإسكات كل من هون من قدراتهم، لذلك فرسالتي أوجهها إلى كل الجزائريين، وأنصحهم بمساندة ومؤازرة هذا المنتخب الشاب، ويجب ألا ننسى أننا غبنا عن هذه المنافسة في مناسبتين متتاليتين، فأرجو منهم أن يكونوا متفهمين أكثر؟ فنيا·· لاحظنا أن التغيير في خطة اللعب أمام مالي أعطى ثماره، فإلى أي مدى كانت طريقة 4 / 3 / 3 ناجحة؟ طبعا، لأننا شاهدنا تحولا جذريا في أداء المنتخب الوطني، فبعدما فوجئنا بمنتخب ضعيف، تقهقر بالظروف المناخية، عاد ليضع بصمته في الدورة الإفريقية، بفوز مستحق وبجدارة على نسور منتخب مالي· وأعني أن إقحام العيفاوي كمدافع أيمن قلل من الضغط على محور الدفاع، وأفشل العديد من المحاولات المالية، ناهيك عن الوزن الكبير للظهير الأيمن ياسين بزاز، الذي ساند كثيرا المهاجم غزال في الخط الأمامي، حيث قام كان وسيطا بين وسط الميدان والهجوم، أما عن طريقة اللعب فإن الخطة التي دخل بها سعدان كانت فوق الورق، لأننا شاهدنا منتخبا يلعب بطريقة 4/5/,1 كما أن تمركز اللاعبين في وسط الميدان كان حاجزا في وجه تقدم رفقاء سيدو كايتا، حيث رأينا تناسقا وانسجاما كبيرين بين لاعبينا هذه المرة، بغض النظر عن مباراة مالاوي· كيف تعلق على رد فعل سعدان وخروجه عن صمته ومقاطعته للصحافة المحلية، أو بالأحرى بعض الصحفيين، عقب الحملة الشرسة التي شنوها عليه؟ بدون شك، فإن أي شخص مكان سعدان كان ليرد على منتقديه بهذه الطريقة، فأنا أعتقد أن بعض العناوين تمادت في عملية الانتقادات، حتى وصل بها الأمر الدخول في خصوصيات الشخص، فهنا يكمن الإشكال حسب رأيي، لأن الصحافة المحلية كان بوسعها فعل العكس، والوقوف إلى جانب المنتخب وليس أن تنهال عليه بالانتقاد والاتهامات العشوائية· سنتكلم قليلا عن المباراة الفاصلة إن صح القول أمام منتخب أنغولا منظم الدورة غدا الإثنين، فما هو انطباعك؟ ستكون مباراة صعبة بدون شك، لأن المنتخب الوطني أمام آخر فرصة، وهي الفوز لضمان التأهل أو العودة إلى الديار، إلا أن حظوظه تبقى متوقفة على الوجه الذي سيظهر عليه أبناء المدرب سعدان في هذا اللقاء الذي يعد مهما جدا بالنسبة للأنغوليين، الذين سيلعبون من أجل حسم أمر التأهل إلى الدور الثاني، خاصة أنهم سيكونون محاطين بعشرات الآلاف من أنصارهم، الذي سيؤيدونهم في تجاوز عقبة الخضر، لذلك أنا أرى أن هذه المباراة ستكون صعبة جدا بدون شك بالنسبة للخضر، وفي نفس الوقت أنا متحمس ومتفائل بالفوز، لأنني واثق من أن عزيمة رفقاء منصوري ستغطي جميع العوامل المساندة لأنغولا· لسوء الحظ، بزاز سيكون أكبر الغائبين عن مواجهة أنغولا، بعد أن كان أحد المساهمين في فوز الخميس الماضي، فهل سيلجأ سعدان إلى تغيير الخطة يا ترى؟ سعدان لديه 23 لاعبا وكلهم لديهم القدرة على تحمل المسؤولية في مثل هذه المواجهات، لذلك أنا أتمنى ألا يلجأ سعدان إلى أي تغييرات تمس هذه الخطة التي أثبتت نجاحها أمام النسور الإفريقية في ثاني مباراة· وحسب تقديرك من سيكون البديل لسد الفراغ الذي سيتركه بزاز؟ إذا قلنا غياب بزاز، فإن تطبيق الخطة يحتاج إلى تدعيم التشكيلة بمهاجم دون سواه، لتدعيم غزال في خط الهجوم، لذلك أرى بأن مهاجم وفاق سطيف عبد المالك زياية أقرب للدخول في منصب مهاجم ثان، حيث أننا سنسعى حتما للوصول إلى الشباك وتسجيل الهدف الأول من بداية اللقاء· تضاربت الآراء حول مشاركة ثنائي المنتخب الوطني عنتر يحيى ومغني في لقاء أنغولا، فهل يمكن لسعدان الاعتماد عليهما حقا في هذه المواجهة الحاسمة؟ لا يخفى علينا أن عنتر يحيى ومغني لهما وزن كبير في التشكيلة الوطنية، إلا أن في مثل هذه الحالات تختلف المعطيات، فمباراة أنغولا في مثل هذه الظروف خاصة وأنت تواجه فريقا قويا يلعب أمام فريق محاط بجماهيره وفوق ملعبه، ناهيك عن عاملي الحرارة والرطوبة، أكيد أنها ستحتاج للاعبين محضرين جيدا، سواء من الجهة البدنية أو النفسية، وأعني بهذا أن المدرب الوطني سعدان واع تماما بما سيقوم به، وفكرة إقحامهما من البداية أمر مستبعد، إلا إذا حدثت حالات استثنائية نجهلها· كأحد الدوليين السابقين، ما ذا تقول للخضر قبل 24 ساعة من لقاء أنغولا؟ أنا لا أبالغ إن قلت بأن ما قام به الخضر أمام مالي يجعلني أتفاءل كثيرا، ولا أرى في الفوز استحالة أمام منتخب أنغولا، حتى وهو يلعب بأرضه وأمام جمهوره، لذلك فإني أرجو أن يكون الخضر أكثر عزيمة وإرادة وانسجاما فوق الميدان، ومثلما أسعدوا 35 مليون جزائري بالفوز أمام مالي، فلا أرى أن هناك صعوبة كبيرة في إعادة الكرة أمام أنغولا·