تقود الجهات الأمنية بولاية عنابة تحقيقات واسعة بالأوساط الشعبية، لوضع يدها على المحرضين على الاحتجاجات المتكررة ببلديات الولاية، خاصة بلديتي البوني وعنابة وسط، ويأتي هذا الإجراء عقب ارتفاع حدة اللهجة الاحتجاجية لطالبي تمديد عقود التشغيل، والتي وصلت إلى حد الدخول في مواجهات دامية ضد مصالح الأمن التي أصيب أربعة من عناصرها نهار أول أمس، بجروح خطيرة جراء رشقهم بالحجارة بالبوني· اتساع رقعة الاحتجاجات من البوني إلى سيدي عمار، ثم إلى الحجار وبرحال في يوم واحد وبنفس الطريقة، أوحى بوجود أياد خفية تعمل، حسب المصادر الأمنية على إثارة البلبلة وإشعال الشارع العنابي· ورغم توقيف بعض المحتجين ومباشرة تحقيقات معهم، إلا أن ذلك لم يوصل إلى المخططين لعمليات الاحتجاج والشغب، علما أن من بين المحقق معهم إرهابيين تائبين يقيمون بالأحياء الفوضوية، كان بعضهم صرحوا بأن تدهور ظروفهم المعيشية قد تدفع بهم إلى الاستجابة لنداءات الجماعة المسلحة بالالتحاق بهم، ليتم استدعاء المعنيين لتوضيح فحوى هذه التهديدات قبل أن يتم إخلاء سبيلهم· وأمام هذا الوضع الخطير واحتقان الشارع العنابي لم يبق للأجهزة الأمنية سوى تعزيز الرقابة بالمناطق الساخنة في الولاية، حيث انتشرت وبشكل ملفت للانتباه عبر كل من البوني، سيدي عمار برحال، سيدي سالم والحجار، أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب كما انتشر عناصر أمن بالزي المدني لتولي تحريات موسعة حول اندساس أشخاص يعملون على نشر الفوضى والشغب بالولاية·