عاشت ولاية عنابة، نهار أمس، على وقع أربعة احتجاجات دامية قام بها الشباب العامل ضمن إطار عقود الإدماج المهني المطالب بمستحقاته المتأخرة، كما انضم إليهم البطالون المطالبون بمناصب عمل ضمن إطار هذه العقود. تجمع المئات من الشباب ببلدية الباردة، بمجاز الغسول، منددين بسياسة التجاهل، ومطالبين بكافة مستحقاتهم التي تجاوز التأخر في سدادها عدة أشهر، إلى بلدية الحجار، حيث قام شباب هذه الأخيرة بقطع الطريق رقم 16 وإضرام النار في العجلات، تعبيرا على سخطهم ضد الإدارات التي تتماطل في منحهم حقوقهم المادية، ونفس الوضع عاشته بلدية البوني، في حين أن شباب عنابة وسط اكتفوا بالتجمهر السلمي أمام مقر البلدية. تجدر الإشارة إلى أن موكب رئيس مجلس الأمة، الذي قدم لولاية عنابة برا لتنشيط تجمع شعبي مساند للمرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، قد اضطر إلى تغيير مساره عند الوصول إلى مجاز الغسول بعين الباردة ليسلك طريق الشرفة، تفاديا للوقوع في زوبعة الاحتجاجات العارمة التي طوقها رجال الأمن، حيث تمكنوا من تفريق جموع الشباب الذين توعدوا بتصعيد وتيرة الاحتجاجات في الأيام القادمة إذا لم تسو وضعياتهم. وقد سبق وأن نظم والي ولاية عنابة اجتماعا لمناقشة انشغالات الشباب البطال بعنابة، وسط مقاطعة العديد من المستفيدين من عقود الإدماج، كما امتنع عن حضوره البطالون، مع العلم أن مصالح الأمن الولائي قد فتحت تحقيقا حول هذه الاحتجاجات المتكررة للوصول إلى المحرضين عليها، خاصة وأنها تتزامن مع الحملة الانتخابية.