صرح رؤساء سبع بلديات بولاية عنابة بأنهم يفكرون جديا في رمي المنشفة والإستقالة من المجالس البلدية، جراء الضغوطات اليومية التي يواجهونها من قبل شريحة البطالين، وكذا المخاطر المحدقة بهم رغم الإجراءات الأمنية المتخذة لحمايتهم. وأشار رؤساء بلديات عنابة، الحجار، البوني، عين الباردة، العلمة، وادي العنب وشطايبي ''للنهار'' إلى المضايقات والمناوشات اللفظية والجسديةالتي يتعرضون إليها بسبب ملف التشغيل، ووعود الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل الفارط، وكذا عدم إلتزام الهيئات المستخدمة بقرارات واقتراحات السلطات الولائية لتوفير مناصب شغل لشباب البلديات المذكورة، في خضم العجز المسجل في سوق العمل وتزايد عدد البطالين المقدرين بأربعة عشرة ألف، أغلبيتهم من حاملي الشهادات الجامعية. ولم يهضم أميار ولاية عنابة الاعتصامات والحركات الاحتجاجية المتكررة، أمام مقرات البلديات، وشل نشاط مختلف المصالح البلدية تحت ضغط الشارع، حيث وصلت الأمور لحد اقتحام مكتب رئيس بلدية الحجار، من طرف بعض الشبان الذين لم يستفيدوا من عقود التشغيل والإدماج المهني، مما تتطلب تدخل مصالح الأمن لتهدئة الوضع مع سحب عقد تشغيل أحد المحتجين عقب إعتدائه الجسدي على رئيس مكتب الشؤون الاجتماعية الذي نقل إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بعيادة عطوي صالح، كما كشف أعضاء المجلس البلدي ''للنهار'' بأنهم يعيشون حالة جحيم، لدرجة عدم قدرتهم على الالتحاق بمقر البلدية لتسيير المصالح والشؤون اليومية للمواطنين، بسبب ما وصفوه بهستيريا البطالين، سيما الشباب عديمي المستوى التعليمي وصعوبة التعامل معهم.وصنع شباب حي سيدي سالم الشعبي ببلدية ألبوني، الحدث الأسبوع الفارط، باعتدائهم على المير ورشقه بالحجارة، حيث أصيب بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى، في حركة احتجاجية فريدة من نوعها بعدما اقتحم 28 شابا المكتب البلدي للسياحة وهددوا بالانتحار الجماعي، كرد فعل عن إقصائهم من حصص التشغيل، كما امتدت عدوى الاحتجاج ومضايقات البطالين للأميار، للبلديات النائية المحرومة، على غرار العلمة، عين الباردة، التريعات، وادي العنب وشطايبي، حيث تم غلق مقرات البلديات مع محاولة حرقها من قبل الشباب الغاضبين على المنتخبين المحلين، وكذا عجزهم عن تحسين ظروفهم الاجتماعية وفشلهم في تجسيد وعود الحملة الانتخابية، سيما ملف التشغيل. وفي سياق متصل، وصف مدير التشغيل بولاية عنابة وإطارات مصالح المديرية مهمتهم بالانتحار البطيء، في إشارة للطوابير والضغوطات اليومية من قبل البطالين وكذا الجحيم الذي عاشته ذات الجهة خلال شهر مارس الفارط، حين اقتحم مجهولون مكاتب المديرية مع تحطيم ممتلكات وسرقة أجهزة للإعلام الآلي، فيما تعرض المسؤول الأول بمديرية التشغيل السيد محمد الشرف ناجي إلى الإهانة ومحاولة إعتداء جسدي. ووجه ذات المسؤول أصابع الاتهام، في تصريح ''للنهار''بمقر بلدية الحجار، إلى جهات خفية قامت بتحريض الشباب على الفوضى وعرقلة المصالح المكلفة بتسيير ملف التشغيل، لأغراض مبيتة، مع استغلال الوضع الاجتماعي القاسي لشريحة الشباب خاصة بالبلديات المحرومة، والتي تعاني من ركود دواليب التنمية. وأضاف مدير التشغيل بأن ولاية عنابة تحصلت على 14 ألف منصب شغل،خلال السنة الجارية، في إطار عقود التشغيل والإدماج المهني،إضافة إلى انجاز ورشات في مختلف التخصصات على غرار الدهن، الترصيص الصحي، النجارة والصيانة وحراسة المقابر، موجهة أساسا للشباب العاطلين عن العمل قصد امتصاص جيوب البطالة، كما ناشد السيد ناجي مصالح بريد الجزائر تسهيل الإجراءات الإدارية المرتبطة بصكوك السحب الفوري لتمكين المستفيدين من عقود التشغيل والإدماج المهني،من سحب مستحقاتهم ومنحهم في الآجال المحددة وتفادي ردود فعل سلبية من قبل الشباب المعنيين بالعملية.