في ظل غياب الحس الأخلاقي للمواطنين بضرورة الالتزام بالمحافظة على نظافة المحيط من جهة، وتخاذل المسؤولين المحليين عن توفير جميع الوسائل والإمكانيات الكفيلة بضمان بيئة نظيفة وصحية من جهة مقابلة، لا تزال العديد من الصور السلبية للمزابل العشوائية تشكل بقعا سوداء داخل بعض الأحياء والتجمعات السكنية، لا سيما منها البعيدة عن الوسط الحضري على الرغم من أن هؤلاء المواطنين يتحملون جانبا كبيرا من المسؤولية بسبب عدم احترامهم لمواقيت مرور شاحنة رفع القمامة ولجوئهم إلى الرمي العشوائي بنقاط تم افتعالها من قبلهم، وهو الأمر الذي لا يعني تملص المسؤولين من تحمل تداعيات عدم توفير حاويات جمع القمامة على مستوى هذه الأحياء الشعبية· ولعل أبشع صور هذه الظاهرة غير الحضارية ما وجدناه عند مدخل إحدى المدارس الابتدائية على مستوى حي صالح دراجي ببلدية الخروب بقسنطينة، حيث صدمنا بوجود مفرغة للقمامة تأخذ كبيرا من المساحة الشاغرة المتوفرة أمام باحة البوابة الخارجية لمدرسة صالح دراجي الجديدة، وهو الوضع الذي يتنافى والشروط العامة للمحافظة على صحة الأطفال المتمدرسين وسلامتهم من خطر الأوبئة وانتشار الأمراض المتنقلة عن طريق البعوض والذباب، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تسود المكان بما في ذلك أقسام المدرسة، فضلا عن مخاوف هؤلاء التلاميذ الدائم من تعرضهم لعضة أحد الكلاب الضالة أو الجرذان التي وجدت مآربها في بقايا ومخلفات الطعام المتعفن بالمزبلة، وهو الأمر الذي ينبئ حقا بوقوع كارثة إنسانية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، ما يستدعي ضرورة التحرك العاجل للسلطات المحلية وحماة البيئة، وكذا القائمين على مديرية التربية لتخليص هؤلاء التلاميذ من هذه المعاناة الأليمة التي يتشاطر سبب وجودها كل من سكان الحي غير المدركين لخطورة ما ارتكبوه من جرم في حق أبنائهم والسلطات المحلية التي تغاضت عن تدارك الوضع وعن اتخاذ التدابير اللازمة، باعتبارها على علم بهذا الواقع المرير الذي لا يمت للقيم والأخلاقيات التي يتم تلقينها من طرف المعلمين للتلاميذ داخل الوسط المدرسي بضرورة المحافظة على نظافة المحيط·