كشفت تقارير رسمية صادرة عن جمعيات تهتم بالبيئة ولجان منتخبة عن التدهور الكبير الذي ما فتئت تعرفه وضعية البيئة بولاية أم البواقي حيث باتت النفايات و التلوث و القمامة منتشرة بشكل كبير تهدد صحة المواطن و تلوح بأخطار حقيقية قد تكون عواقبها وخيمة في غياب إستراتيجية على المدى القريب و حتى المتوسط للحد من تفاقم هذه الوضعية و تعد المزابل الفوضوية المنتشرة عبر نقاط عديدة من تراب الولاية أم البواقي أكبر خطر على البيئة لوقوعها في أماكن حساسة قريبة من التجمعات السكانية أو مساحات شاسعة و غير محروسة أو حتى مصادر المياه السطحية الأمر الذي يصعب من مهمة مراقبتها باستمرار و الحد من تزايد مساحتها كما هو الشأن في مزبلة عين البيضاء التي ترمي في تراب بلدية الزرق و مزبلة ذراع الصنوبر بمسكيانة اللتين تقعان بالقرب من التجمعات السكانية و تستهلك المفارغ الغير المحروسة أو المحددة مساحات كبيرة من الأراضي حيث تصل إجمالي مساحة مزابل الولاية إلى أكثر من 40 هكتار أكبرها مزبلة عين البيضاء التي تتربع على مساحة 7 هكتارات و التي تستقبل لوحدها ما لا يقل عن 5 أطنان من النفايات و الأوساخ يوميا في شكل قطع بلاستيكية و قماش و معادن غير حديدية و غيرها و زيادة على التمركز العشوائي غير المدروس وفق مخطط بيئي و عمراني محدد بهذه المزابل إلا أن حجم الاسترجاع المنظم بها منعدم فهي تستقبل مجتمعة أكثر من 15 مزبلة ما لا يقل عن 60 طن سنويا من النفايات التي تأتي من مختلف الأحياء و التجمعات السكانية هذا زيادة عن المزابل المنتشرة داخل الأحياء التي أخذت تتحول شيئا فشيئا إلى مزبلة عمومية طريق خنشلة في ظل تقاعس السلطات المحلية و افتقارها للإمكانيات المادية التي تمكنها من القضاء على تلك المزبلة و قد تؤدي هذه الوضعية إلى تفشي الأمراض في أوساط السكان القريبين من هذه المزبلة و قد سجلت حالات الإصابة بأمراض الربو و الضيق التنفسي لسكان الزرق جراء الحرق العشوائي للنفايات ليل و نهار التي تلوث الجو بالدخان و الروائح الكريهة المنبعثة جراء المواد المحترقة و هذا ما يلمسه المواطن السالك للطريق الوطني رقم 10 و بات الأمر يقلق راحة سكان المنطقة كما تشكل بعض الاصطبلات و حظائر لتربية الدواجن و الأغنام داخل النسيج العمراني عامل للتلوث البيئي نتيجة الإخلال بالشروط و المقاييس التي ينبغي توفرها لضمان سلامة البيئة.