صرّح الشاعر والناقد المغربي محمد بنيس، في اتصال هاتفي له مع ''الفجر''، من المغرب، أنه تعرض في الفترة الأخيرة إلى العديد من الإنتقادات والإهمال داخل مؤسسة ''بيت الشعر''، منذ تولي نجيب خداري الرئيس الحالي للبيت، مهمة الإشراف عليه، وخاصة بعد التصريحات التي أدلى بها بخصوص نشاطات هذا الأخير، في الحوار الذي خصّ به ''الفجر الثقافي''، في آخر زيارة قادته إلى الجزائر نهاية السنة الفارطة· وقال بنيس، إنه ارتأى الخروج عن الصمت الذي لازمه طوال شهور من تولي خداري ل''بيت الشعر'' المغربي، من منطلق حرصه على أن يكون هذا الصرح الثقافي الهام، بوابة المبدعين المغاربة للتواصل مع العالم الخارجي، والإحتكاك بمختلف الثقافات الأخرى سواء كانت عربية أو أجنبية، خاصة أن فكرة هذا البيت الذي بادر بتأسيسه الشاعر محمد بنيس رفقة مجموعة من الكتاب والمبدعين المغاربة تهدف إلى الإرتقاء بالإبداع المغربي، والوصول به إلى العالمية· وفي سياق ذي صلة، قال المتحدث: ''حين وجهت لي جريدة ''الفجر'' سؤالاً بخصوص رؤيتي للمشهد الثقافي المغربي، كنت قد وجهت انتقادات ورؤيتي للمشهد بصفتي مثقفاً وطرفاً فاعلاً في هذا الحقل، حاول القائمون على بيت الشعر الحاليين أن يطمسوه''، وأضاف بنيس أنه لم يكن ليجامل في موضوع كهذا، وأنه فضل التحدث بلغة بعيدة كل البعد عن التحامل الذي قد يراه الرئيس الحالي لبيت الشعر، والذي أعتبره رئيساً لا شرعياً فيه، يضيف ذات المتحدث· وكان الحوار الذي أجرته ''الفجر'' مع محمد بنيس، قد فجّر من جديد قضية بيت الشعر المغربي، بعد عام من تولي الرئيس الحالي له نجيب خداري، وتصدر ذات الخبر أهم الأخبار الثقافية في الأيام القليلة الماضية في أغلب الصحف والمجلات التي تعنى بالثقافة في المغرب، حيث أكد بنيس في ردوده على أسئلتنا أن''بيت الشعر تنكر له، وأصبع مدجنا من قبل عدد من الأحزاب السياسية، التي أدخلته دوامة الصراعات السياسية''، وأضاف أن لغة الشعر الآن هي لغة السياسة، التي طغت بشكل غريب على المشهد الثقافي ككل، مبرزا أن السياسيين سيطروا على بيت الشعر، بطريقة اعتبرها المتحدث ''لا قانونية وغير أخلاقية''، وهذا من منطلق طريقة تعامل القائمين على بيت الشعر بعد استقالة الرئيس السابق له - محمد بنيس - بمنطق خيانة الفكرة التي انبنت عليها القصيدة، والعدوانية والحقد، مشددا على أنه شخصيا كف عن التدخل في المشهد الثقافي المغربي، ولم تعد تربطه به أي علاقة، بعدما حاول القائمون عليه تصفية حساباتهم الشخصية معه، بطريقة وصفها بنيس بالقذرة، والتي ما توقع أن تصدر عن أشخاص يمثلون الثقافة· ووجه بنيس، منذ أيام رسالة إلى رئيس بيت الشعر المغربي الحالي، خداري، تلقت''الفجر'' نسخة منها، وجه فيها بنيس انتقادات شديدة اللهجة إلى الرئيس الأسبق للمؤسسة الشاعر حسن نجمي، وقال فيها إنه تعرض للإقصاء، واصفا ما يحدث بأنه ''خيانة لبيان وميثاق تأسيس المؤسسة''، في حين نفى خداري ممارسته أي إقصاء للشاعر بنيس، وقال إن ردا مفصلا على رسالته التي وزعها على الصحف سيصدر في وقت لاحق· وقال بنيس في هذه الرسالة إنه انتظر سنة منذ رئاسته للمؤسسة من أجل الكتابة إليه، إذ اعتبر أن اختياره رئيسا لبيت الشعر جاء بصفته الحزبية ''ينتمي إلى حزب الاستقلال متزعم الائتلاف الحكومي''، وأضاف بنيس بأنه على الرغم من كونه أحد المعلنين عن تأسيس هذه المنظمة، وترؤسه لها لثلاث فترات امتدت من عام 1996 حتى ,2003 نجح خلالها، بفضل أصدقائه من الأعضاء الذين ظلوا إلى جانبه أوفياء، في إعطاء هذه المؤسسة معنى التأسيس، فإنه شاهد كيف أن الرئيس الجديد وأصدقاءه قد تنكروا لذلك، وكيف أنهم عملوا على محوه من الذاكرة الثقافية· وعن جديده الإبداعي، قال بنيس إنه ينتظر صدور عملين شعريين جديدين، الأول يحمل عنوان'' 7 طيور''، سيصدر عن منشورات الداربالقاهرة، بالموازاة مع فعاليات معرض القاهرة الدولي، فيما سيصدر الديوان الثاني الموسوم ب'' كلام الجسد''، عن منشورات توبقال بالمغرب، بالموازاة مع معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب خلال الشهر القادم، بالإضافة إلى هذا سيصدر له ترجمة لديوان الشاعر جورج باطاي، بإيطاليا وهو كتاب وسم ب ''القدسي''·