طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش“ الحقوقية الحكومة النيجيرية بالتحقيق في مجزرة راح ضحيتها 150 مسلم على الأقل، أحرق بعضهم أحياء في وسط البلاد. ونقلت مصادر إعلامية عن بيان صادر عن المنظمة “يعتقد أن جماعة مسيحية استهدفت بلدة كورو كرامة، ما أسفر عن مقتل 150 مسلم كانوا يلوذون بالفرار وتم حرق البعض وهم على قيد الحياة“. ودعت “هيومن رايتس ووتش“ نائب الرئيس النيجيري، جودلاك جوناثان، لفتح تحقيق جنائي حول تلك التقارير التي قالت المنظمة إنها موثوق بها. وكان زعيم القرية، عمر بازا، قال : “لقد عثرنا حتى الآن على 150 جثة في الآبار ولايزال 60 شخصا مفقودين“. وتعهدت قيادات دينية مسلمة ومسيحية بعدم خرق قرار الحكومة النيجيرية وقف العنف بعد انتشال 150 جثة جميعهم من المسلمين من آبار قرب مدينة جوس التي شهدت اشتباكات طائفية. وكانت السلطات النيجيرية خففت حظرا للتجول على مدينة جوس بوسط البلاد للسماح لآلاف السكان بالعودة لمنازلهم في أعقاب اشتباكات طائفية أسفرت عن مقتل المئات. وأسفرت أربعة أيام من الاشتباكات بين مجموعات من المسلمين والمسيحيين عن مقتل ما يزيد على 460 شخص وإصابة ألف، في حين أرغم الآلاف على الفرار من منازلهم. وقدر الصليب الأحمر أن نحو 17 ألف شخص فروا من منازلهم ولجأوا إلى الجامعات والمستشفيات والمدارس منذ بدء الاشتباكات يوم الأحد. وأفاد شهود عيان بأن العنف الذي اندلع الأحد الماضي بدأ بعد مشادة حول إعادة بناء منازل تم تدميرها في اشتباكات عام 2008 والتي كانت أسوأ قتال بين المسلمين والمسيحيين منذ سنوات في أكبر دول إفريقيا سكانا. ومدينة جوس هي عاصمة ولاية بلاتوه التي يمثل كل من المسلمين والمسيحيين نصف السكان فيها. وكانت عدة أحداث دامية تكررت في هذه المدينة في السنوات الماضية بسبب التنافس على النفوذ السياسي والاقتصادي بين الفريقين. وأسفرت هذه الصراعات عن مقتل مئات من المواطنين هناك. وفي نيجيريا أكثر من 200 جماعة عرقية تعيش في سلام جنبا الى جنب رغم أن الحرب الاهلية خلفت مليون قتيل فيما بين 1967 و1970 ومنذ ذلك الحين شهدت البلاد نوبات من الاضطرابات الدينية. ولقي 40 شخصا على الاقل حتفهم في الشهر الماضي في اشتباكات بين قوات الأمن النيجيرية وأفراد طائفة إسلامية في مدينة بوتشي بشمال البلاد.