لا أدري كيف تحول قلب دفاع المنتخب الوطني لسنوات الثمانينيات محمود فندوز إلى ''العدو'' رقم واحد للجمهور الرياضي الجزائري، ومعه بعض الصحافة، لمجرد أنه قال رأيه دون روتوشات على مردود الخضر في الدور الأول من كان أنغولا .2010 كان يطل علينا عبر برنامج ''صدى الملاعب'' كمحلل وناقد رياضي لكنه قرر أمس الأول اعتزال التحليل الرياضي، مبرزا الأسباب التي دفعته إلى الانسحاب القسري من مهمته الجديدة، ولو أن مدافعنا الفذ لا يزال في الميدان من خلال مهنة التدريب في الإمارات العربية المتحدة فندوز لم يتحمل ما طال شخصه من هجوم شرس وإساءات لا حصر لها، رغم أن المعروف عنه أنه صنديد وأشد من الحديد، البعض قال إن فندوز لم يختر الوقت المناسب ليدلي برأيه الصريح كالعادة، وآخرون قالوا إن محمود بعيد عن الجزائر ولا يحق له أن يتدخل فيما يقوم به الشيخ سعدان مع الكتيبة الخضراء· ونحن نقول هل هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها في كرة القدم؟ وهل يحق لنا أن نحجر على الآراء خاصة إذا كانت صادرة عن شخص من أهل الكرة، ويعرف الكرة، ودافع أيضا عن الكرة الجزائرية، ويشهد له بذلك كل من يعرفه، والأدهى هل يمكن أن نحدد حب الوطن بتموقعنا فقط؟ أليس فندوز جزائريا؟ ولماذا نشكك في تخليه عن جزائريته لمجرد أنه يدرب في الإمارات؟ أو لأنه قال بصراحته المعهودة رأيه في المنتخب الوطني لكرة القدم دون الإنقاص من قيمة الخضر، فعوض أن نقبل صوت العقل انسقنا وراء الهوى، ووجهنا السهام لرجل يذكر اسمه كلّما ذكرت الكرة الجزائرية· فندوز لمن لا يعرف تعلقه بالجزائر وبالراية الوطنية، أخذ على عاتقه في الثمانينيات مهمة شحن همم اللاعبين المحترفين الجزائريين الملتحقين حديثا بالمنتخب الوطني، ودون أن يطلب منه أي شخص ذلك، محمود كان قبل كل مباراة يحمل الراية الوطنية ويتداول كل لاعب على تقبيلها لما لذلك من تأثير على رفع المعنويات، وكما نقول نحن ''يقوي القلب'' في مباراة كروية، وطبعا لن نضيف شيئا إذا قلنا إن فندوز مدافع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما يظهر على تقاسيم وجهه· أبعد هذا هل يمكن لمحمود فندوز أن يكون مهاجما؟ ويهاجم من؟ بلده أو منتخبه الوطني؟ لا· لا نعتقد ذلك، فعلينا مراجعة موقفنا من هذا الرجل الذي يبدو أن صراحته صدمت الكثيرين ممن صوبوا سهامهم نحوه· لنتعلم احترام الرأي الآخر حتى ولو كان مخالفا لنا، ويا خوفي بعد نهاية كأس الأمم الإفريقية عندما نجلس لتقييم مستوى الخضر قبل المونديال أن نستشهد بكلام فندوز ونندم بعدها لأننا جرحنا الرجل·· وأي جرح·