كل الجزائريين يتمنون أن تهزم مصر الكاميرون، ليس لأن الجزائريين يحبون مصر كما قال حفيظ دراجي، بل لأن الجزائريين يريدون مقابلة المصريين في نصف النهائي لأخذ الكأس منهم قبل الأوان، وإهدائها لمالاوي قبل أن يعودوا بها إلى الجزائر··! لقد تابعنا كيف فرح المصريون في بعض القنوات عندما سمعوا أن الإيفواريون سجلوا الهدف الثاني في الدقيقة 89 من المباراة ضد الجزائر··! وتابعنا أيضا كيف أصيب المصريون بإحباط عندما عرفوا أن الجزائر هي التي تأهلت··! الجزائريون يريدون مقابلة المصريين بالتحديد لإعطائهم فرصة أخرى لما تسميه الأبواق المصرية ومنها زاهر كي يثأروا لموقعة أم درمان··! والجزائريون على يقين بأن بلد الهزائم لا يمكن أن ينتصر على الجزائر··! الطريف في إعلام التنظير لهزائم أشقائنا في مصر هو قولهم إن تعادل الجزائر مع أنغولا كان بتواطؤ بين الفريقين على حساب مالي ومالاوي··! ثم قال هذا الإعلام إن انتصار الجزائر على كوت ديفوار كان بسبب تواطؤ الحكم السيشلي مع الجزائريين··! ولم يبق أمام المصريين سوى أن يقولوا عندما تأخذ الجزائر الكأس منهم أو من غيرهم إن الله عز وجل قد تواطأ مع الجزائريين ضد المصريين·· بسبب أنهم أقاموا علاقات مع الإسرائيليين الذين طالبوا الأزهر بأن يصدر فتوى بحذف صورة البقرة من القرآن لأنها تحرض ضد اليهود··! وأن الجزائر ترى أنه من الأفضل للأزهر أن يعمل على إصدار فتوى ''إرهابية'' يحل فيها ذبح الأبقار الضاحكة التي تحكم العرب·· والعجول السياسي المؤهلة للتوريث··! لكن المضحك في كل الإعلام المصري هذه الأيام هو دعوة الجامعة العربية إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الإعلام العرب لمناقشة ما أسماه عمرو موسى إنشاء مفوضية عربية للإعلام تحت إشراف الجامعة العربية طبعا ويكون مقرها طبعا في مصر··! ومهمتها مراقبة الفضائيات العربية التي لا تحترم سياسة مصر كدولة محورية في المنطقة··! ومفوض هذه المفوضية سيكون مصريا·· والعاملون فيها من خبراء الإعلام المصري المختصون في تحويل الهزائم إلى انتصارات··! والدفع المالي يكون بالطبع من الدول العربية الجايحة مثل الجزائر··! وقد اقترح أحد ''الخبراء'' المصريين أن تفتح هذه المفوضية فروعا لها في أمريكا ودول أوروبا·· وليس في الدول العربية·· وأن يتولى هذه الفروع مصريون، تماما مثلما تفتح الآن الجامعة العربية فروعا لها في الدول الغربية ويتولاها مصريون وتدفع لهم بالعملة الصعبة ولا تفتح الجامعة الهمامة أي فرع لها في أي دولة عربية! أي بؤس هذا الذي أصاب أم الدنيا؟!