امتثل أمس أمام محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة ''د·رضا'' أحد المرحلين الجزائريين من بريطانيا المشتبه في ضلوعهم في التفجيرات الإرهابية التي استهدفت الولاياتالمتحدةالأمريكية في ال11 سبتمبر ,2001 وهذا بعدما تم توقيفه· وتمكن ''د·رضا'' الذي ينحدر من منطقة السمار بالعاصمة، من مغادرة أرض الوطن منتصف التسعينيات إلى بريطانيا بطريقة غير شرعية، مرورا بكل من إيطاليا بواسطة باخرة باتجاه بلجيكا، وتحصل هناك على عمل في شركة مختصة في صناعة الهواتف النقالة بعدما تعرف على امرأة بسويسرا ساعدته على دخول التراب البريطاني الذي مكث به إلى غاية إلقاء القبض عليه في 1996 بتهمة الإقامة غير الشرعية، لكنه تقدم للمصالح المختصة هناك بهوية مزوّرة تحت اسمه ''م·سفيان'' وطلب اللجوء السياسي هناك بدعوى أنه مهدد من طرف الجماعات الإرهابية المسلحة بالجزائر، تحصل بعدها على الإفراج والإقامة بصفة مؤقتة بضمان من أحد أشقائه، ثم التقى بالمدعو ''بلال'' وتبادلا أطراف الحديث حول قضية الجهاد في بعض الدول الإسلامية من بينها الشيشان، ليقرر السفر إلى باكستانوأفغانستان في 2001 بجواز سفر مزور، وتوجه إلى مدينة كابول وتدرب على استعمال السلاح والسموم وصنع القنابل في معسكر ''قارون'' التابع لتنظيم ''طالبان''، وتعرف على عدة مقاتلين من مختلف الجنسيات بقندهار، وطلب اللجوء السياسي بأفغانستان مرورا بإيران، وأصبح حسب ملفه القضائي من أبرز العناصر الإرهابية التي تنشط في بريطانيا، وعمل على تجنيد الشباب الجزائريين الراغبين في الجهاد بالعراق على مستوى أحد المساجد ببريطانيا، وسحب مبلغ 3000 دولار مرتين ببطاقة مصرفية مزوّرة سلمها لكل من المدعو ''أبو ضحى'' لدعم الجماعات الإرهابية بالشيشان ولزوجة أحد الجزائريين تقيم بباكستان وزوجها متواجد في معتقل ''غوانتانامو''· وأوقفت مصالح الأمن البريطانية ''د·رضا'' في 2002 للاشتباه في انتمائه إلى الجماعات الإرهابية وأطلق سراحه بعد التحقيق معه، وأعيد اعتقاله مرة أخرى في جانفي ,2003 وهو في أحد المنازل برفقة المدعو ''نذير'' حيث باغتتهم الشرطة للاشتباه في هذا الأخير، الذي كان مشتبها فيه في قضية مقتل ضابط شرطة بريطاني جزائري الجنسية، كما سجن ذات المتهم 3 سنوات بتهمة اختلاس أموال عمومية، وأطلق سراحه في مارس 2005 وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية· ومن جهة أخرى تم إيقاف ''د·رضا'' ببريطانيا بأحد القطارات في 2003 بسبب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت برجي التجارة والبانتاغون بالولاياتالمتحدةالأمريكية في الحادي عشر سبتمبر ,2001 وأفرج عنه في .2005 ونفى المتهم في قضية الحال سفره إلى أفغانستان لتلقي التدريبات العسكرية هناك، وأنه كان يلقب ''سفيان الثوري'' مثلما ورد في ملفه القضائي، وذكرياته ألقي عليه القبض ببريطانيا بسبب تفجيرات الحادي عشر سبتمبر 2001 بالولاياتالمتحدةالأمريكية· ورحّلت بريطانيا ''د·رضا'' حسب ما جرى في جلسة محاكمته من أراضيها باتجاه الجزائر في 2007 بهويته الأصلية، ليتم إلقاء القبض عليه بالجزائر، إلا أنه أنكر في جلسة محاكمته كل ما نسب إليه من أقوال في محاضر التحقيق معه· واستغرب النائب العام تراجع المتهم عن أقواله التي أدلى بها أثناء كامل مراحل التحقيق معه، على الرغم من تناسقها حسبه، والتمس تسليط عقوبة المؤبد ضده، لتدينه هيئة المحكمة بعد المداولات بثماني سنوات سجنا نافذا مع دفع مليون دج غرامة نافذة عن تهمة جناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن·