حالة من حمى كرة القدم ممزوجة بالإقدام ميزت سلوكات مناصري ''الخضر'' أمس أمام مقر الديوان الوطني للسياحة بشارع ديدوش مراد في العاصمة، للظفر بتأشيرة السفر إلى أنغولا، حيث صنعوا صورا جميلة بالرايات والأعلام الوطنية، أعادت إلى الأذهان الأجواء التي سبقت مباراة الخرطوم وما صنعه الأنصار من هتافات تشجيعية في أم درمان الجزائر طلبت تمديد عمل القنصلية الأنغولية إلى منتصف الليل وحافلات لنقل الأنصار إليها مدير الديوان الوطني للسياحة، السيد بلقاسمي، صرح ل''الفجر'' بأنه تم تسليم 500 تأشيرة إلى غاية الساعة الثانية من مساء أمس، تضاف إليها 300 تأشيرة تسلمها الأنصار ليلة الثلاثاء، مضيفا أن السلطات الجزائرية اتصلت بالقنصلية الأنغولية من أجل تمديد فترة عملها من الثالثة والنصف مساء إلى غاية منتصف الليل، قصد السماح لأكبر عدد ممكن من الأنصار بالحصول على التأشيرات، وتغطية الرحلات الخمسة المبرمجة، حيث توقع وصول عددها إلى ألف تأشيرة خلال هذه الليلة· وأضاف المتحدث أن سفارة أنغولا بالجزائر قدمت تسهيلات من أجل الإسراع في عملية منح التأشيرات، حيث ألغت العمل بنظام البصمات البيومترية، على أن يدفع المناصر 6600 دينار جزائري كتكاليف الفيزا، كما تم تخصيص حافلات لنقل أصحاب الجوازات إلى قنصلية أنغولا للحصول على التأشيرة· شباب قدموا من باريس في سبيل مشاهدة المباراة النهائية تصادف أمس وأن التقينا بخمسة شبان جزائريين مقيمين بالضاحية الباريسية ''جينيفييه آنيير ,''92 والذين فضلوا التوجه إلى أنغولا عبر رحلة الجزائر- بانغيلا، وهذا نظرا للفارق الكبير في تكلفة الرحلة عبر باريس، والتي تصل إلى 25 مليون سنتيم، وقال لنا الشاب سليم، الذي ينحدر من برج بوعريريج، إن فوز ''الخضر'' على كوت ديفوار أحدث صدمة حقيقية في الأوساط الفرنسية، والتي كانت أغلبها تشجع رفقاء دروغبا، مشيرا إلى أن المنتخب الوطني أصبح يحظى باحترام كل الفرنسيين· وقال صديقه ياسين ''إننا ذاهبون إلى أنغولا ولا يهم متى سنعود''، مؤكدا أنه ''لو تأهل المنتخب الوطني إلى الدور النهائي - وهذا ما نأمله - فإننا سنبقى في أنغولا إلى غاية المباراة النهائية يوم الأحد المقبل، رغم أن التأشيرة صالحة فقط ليوم الخميس، وحتى لو نفدت منا الأموال، فكل شيء يهون من أجل الخضر''· امرأة متجلببة تزاحم الشباب من أجل تأشيرة لعل أكثر ما جلب اهتمام الحاضرين أمس بمقر الديوان الوطني للسياحة هو تواجد إحدى السيدات يفوق سنها الأربعين، كانت ترتدي برقعا أسود اللون، وهي تزاحم عددا كبيرا من أنصار الفريق الوطني أغلبهم من الشباب، وهو ما أثار دهشة الحاضرين· اقتربنا من السيدة على استحياء قصد التحدث إليها، ففاجأنا ردها العفوي قائلة ''لا تستغربوا·· أريد الحصول على تأشيرة لولدي سيد علي، ماذا عساني أفعل، ابني مهووس بالفريق الوطني، يريد الذهاب وما علي إلا أن ألبي له رغبته، لقد ذهب لمناصرة الفريق الوطني في مباراة الخرطوم، ويريد تكرارها اليوم في أنغولا''· الأنصار يقتحمون المقر بعد سماعهم بنفاد التأشيرات في حدود الساعة الثانية و10 دقائق بعد الظهر، تفاجأ أعوان الأمن الذين كانوا يؤمنون مدخل الديوان الوطني للسياحة، بسيل من أنصار المنتخب الوطني وهم يقتحمون مقر الديوان، بعد رواج أخبار تفيد بنفاد التأشيرات، وهو ما تسبب في انفلات الوضع، حيث وجدت قوات الأمن صعوبة كبيرة في السيطرة على حشود الأنصار المتدفقة، واضطرت إلى غلق الباب في وجه الأنصار المتلهفين· وإلى غاية مغادرتنا مقر الديوان بشارع ديدوش مراد، في حدود الثانية والنصف، تركنا مئات الأنصار محتشدين أمام المقر، أملا في الظفر بتأشيرة إلى أنغولا لمؤازرة أفناك الجزائر والإطاحة بالفراعنة من أجل تكرار ملحمة جديدة في مدينة بانغيلا الأنغولية بعد ملحمة أم درمان منذ 70 يوما مضت·