لم تعرف وكالة الديوان الوطني للسياحة المتواجدة بشارع ديدوش مراد صبيحة أمس وكما كان منتظرا ذلك الإقبال من أنصار الفريق الوطني لكرة القدم الراغبين في التوجه إلى مدينة بانغيلا لحضور مقابلة النصف النهائي بين مقاتلي الصحراء وفراعنة مصر. وكنا نعتقد ونحن في طريقنا إلى مقر هذه الوكالة التي تكفلت بنقل الأنصار الراغبين في التوجه إلى أنغولا، تدفق المئات منهم وان إجراءات أمنية مشددة سنجدها في هذا الشارع الرئيسي ولكننا فوجئنا بخلو المكان إلا من عدد محتشم من الأنصار الراغبين في ركوب مغامرة أخرى مع فريقهم المفضل باتجاه انغولا. وفي محاولة لمعرفة أسباب هذا العزوف لاحظت "المساء" لدى هؤلاء المناصرين استياءهم من غلاء التأشيرة التي وصلت تكلفتها إلى 6600 دينار جزائري، مبلغ اعتبره الكل بالمبالغ فيه ويضاف إلى سعر تذكرة حددته الجزائرية للطيران ب 6 ملايين سنتيم مبلغ ليس في تناول الشباب والأنصار الذين حملوا الخضر في قلوبهم حد الهوس. ورغم قلة عدد الأنصار الراغبين في التوجه إلى أنغولا إلا أن الوكالة عرفت فوضى عارمة وسوء تنظيم غير مبرر في استقبال الأنصار المحظوظين الذين تمكنوا من تجميع مبلغ السفرية المقدر ب70 ألف دينار دون حساب النفقات الجانبية بسبب، ضيق الوقت لان إجراءات السفر استمرت الى غاية منتصف نهار أمس فقط. كما أن اشتراط الديوان الوطني للسياحة على المناصر الذي يرغب في التنقل إلى أنغولا، إعداد ملف يتكون من جواز سفر وصورتين شمسيتين وشهادة تثبت التلقيح ضد الحمى الصفراء، وهذا الإجراء يعتبر إجباريا. وتقربت "المساء" من مجموعة شبان ثار غضبهم داخل وكالة الديوان الوطني للسياحة، حيث قال أحدهم: "صاحبنا الفريق الوطني في خرجته الى السودان ووقفنا الى جانبه وقفة الرجل الواحد، والآن غلاء التأشيرة يحرمنا من إكمال المشوار مع الخضر الذي يحتاج دعمنا في لقائه الحاسم أمام منتخب الفراعنة". وأضاف: "في الوقت الذي كنا ننتظر فيه إجراء بعض التسهيلات من طرف السلطات العمومية، تلقينا ضربة موجعة بهذا المبلغ الباهض الذي يعجز كل جزائري بسيط عن تسديده". وشاطره آخر قائلا: "كل الوعود التي وعدنا بها قبل انطلاق الحدث القاري تبخرت، حيث قيل لنا أن مبلغ السفر الى انغولا يقدر ب6 ملايين سنتيم لكن في حالة تأهل الخضر الى الدور نصف النهائي سيكون فيه تخفيضات، لكن للأسف المبلغ المطلوب فاق كل التوقعات وخيالي للغاية". من جهتها، قالت إحدى مناصرات الخضر وكانت قد رافقتهم في كل خرجاتهم الرسمية بأنها ستتوجه الى انغولا بأموالها الخاصة، لكنها لم تخف استياءها من المبلغ المطلوب وقالت ان: "تكاليف الحصول على التأشيرة باهضة وليست في متناول الانصار، وكان من المفترض على الدولة الجزائرية أن تضع مبلغا رمزيا فقط ليتمكن الجميع من السفر الى انغولا ويتابع لقاء محاربي الصحراء". وقال مناصر قدم من شلغوم العيد بأن التفاؤل بتخطي عقبة الفراعنة للمرور إلى الدور النهائي انساه تماما غلاء التأشيرة وعبر عن استعداده لبيع كل ما لديه مقابل التتويج بكأس أمم إفريقيا. في حين استاء مناصر آخر من سوء التنظيم وضيق الوقت حيث قال: "الظروف غير مساعدة تماما للتنقل الى انغولا وواجهتنا صعوبات داخل وكالة السياحة التي لم تلعب دورها كما ينبغي".