توني بلير أين أنت.. نريد أن نرميك بحذاء يا “مجرم حرب“؟! هذا ما ردده مئات المتظاهرين، فيما كان بلير يدخل مركز الملكة إليزابيت الثانية للمؤتمرات في لندن، قبيل الثامنة صباحا أمس، من الباب الخلفي تجنبا للمتظاهرين، وذلك للإدلاء بشهادته، التي طال انتظارها أمام لجنة التحقيق في مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق في 2003، فيما تظاهر مئات الأشخاص في الخارج. وقبل شروع بلير في الإدلاء بشهادته، ذكر رئيس اللجنة، جون تشيلكوت، أن انخراط بريطانيا في هذا النزاع، الذي لا يحظى بشعبية، يظل “موضوعا مثيرا للانقسام وللتأثر الشديد“ خصوصا بين أهالي الجنود البريطانيين ال179 الذين قتلوا في العراق، والذين حضر بعضهم الجلسة وشارك بعضهم في المظاهرات خارج المبنى. وخلال جلسة الاستماع، التي استمرت نحو ست ساعات، أبدى بلير تمسكا قويا بمواقفه، عندما كان يقدم شهادته ويرد على استفسارات أعضاء لجنة التحقيق، ودفاعه عن قراره بمشاركة الرئيس الأمريكي جورج بوش حربه ضد العراق. وأكد أنه كان سيتخذ نفس القرار اليوم!.. رغم انكشاف فضيحة ادعاءاته الكاذبة بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل. وأمام قاعة الجلسة في وسط لندن، كان مئات الأشخاص قد شرعوا في التظاهر منذ صباح أمس. وحمل المتظاهرون تحت أنظار نحو مئة شرطي، لافتات كتب عليها عبارة “بلاير BLIAR“، في تلاعب بالألفاظ بين اسم بلير ولفظ “كاذب“ بالإنجليزية. ونظم عدد من المتظاهرين مسيرة لطخوا فيها أيديهم باللون الأحمر ولبسوا أقنعة تشبه وجه بلير، وحملوا نعشا كتب عليه “ثمن الدم“. واستمرت جلسة الاستماع الجمعة ست ساعات. وباشر بلير شهادته بالحديث عن نظام صدام حسين إثر اعتداءات 11 سبتمبر. وقال ”بعد تلك المرحلة، كان رأيي أنه لا يمكننا المخاطرة في هذه المسائل”. وأضاف ”قيل لنا إن هؤلاء الأشخاص سيستخدمون الأسلحة الكيماوية أو الجرثومية أو النووية إذا حصلوا عليها (...) وهذا غير كل تقديراتنا للتهديدات التي تشكلها دول مثل العراق وإيران وليبيا”. واعتبر أن نظام صدام حسين بعد أحداث 11 سبتمبر ”لم يفعل شيئا جديدا، لكن مفهومنا للخطر تغير”. ودعت لهذه التظاهرات جماعات السلام، كما تحرك في هذا الإطار أقارب الجنود البريطانيين ال179 الذين قتلوا في العراق. وقال ريغ كيس والد توماس الذي قتل في العراق 2004، لوكالة فرانس برس ”إنه يوم ننتظره منذ زمن طويل، أريد أن أسمع ماذا لديه ليقول”. وأضاف ”على توني بلير أن يفسر لنا لماذا ضلل البرلمان، لماذا تغيرت المعلومات في الملف (...) ولماذا وجد اقرباؤنا أنفسهم في نزاع شرعيته نسبية”. وتعمل لجنة التحقيق على التحقق من إمكانية أن يكون بلير تلاعب أو بالغ في المعلومات التي تحدثت عن امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل.