بالرغم من التراجع الذي عرفته الجريمة بولاية فالمة خلال السنوات الأخيرة بسبب الحصار المضروب على المنحرفين من طرف المصالح الأمنية، إلا أن حصيلة سنة 2009 تبقى ثقيلة ولم تمر مرور الكرام على مواطني ولاية فالمة. وشهدت مصلحة الطب الشرعي منذ بداية هذه السنة استقبال 3031 شخصا ضحايا حوادث واعتداءات متفرقة، حيث سجلت المصلحة في هذا الخصوص 2140 حالة ضرب عمدي، و523 حالة ضرب غير عمدي. كما عرف العنف الأسري والاعتداءات الزوجية ب 296 حالة، والشيء الملاحظ أن هذه السنة شهدت حدوث 14 اعتداء على الأصول. من جهة كشف الحكيم نورة رضا، رئيس مصلحة الطب الشرعي، أن مصلحته استقبلت خلال السنة الماضية 58 ضحية اعتداء جنسي ومثلت نسبة القصر بما يعادل الثلث وأغلبهم تعرضوا للاعتداء من طرف أشخاص يعرفونهم، و71 بالمائة من هؤلاء الضحايا من الوسط الريفي، والتي تمت معاينتهم وفقا لتسخيره صادرة من طرف الجهات القضائية. ويضيف ذات المتحدث أن من بين الحالات التي استقبلتها مصلحة الطب الشرعي ب?المة يوجد حوالي 71 بالمائة تم الاعتداء عليهم من طرف أشخاص يعرفونهم، و8 بالمائة منهم من المحيط العائلي. كما لوحظ تأخر بعض الضحايا في تقديم شكاويهم بسبب التكتم العائلي خشية من الفضيحة، وكذا المحاولات للحلول الودية التي يلجأ إليها المعتدون لكسب الوقت، وهو ما يؤدي إلى إضاعة حق الضحية وذلك باختفاء آثار الاعتداء. ويضيف الحكيم نورة أنه آن الأوان لضرورة لفت نظر الجهات المختصة لوضع سياسة وقائية ضد هذه الظاهرة التي انتشرت بكثرة في مجتمعنا المحافظ، وذلك بتكافل جهود جميع المختصين في هذا الميدان من قطاع الصحة والعدالة والجهات الأمنية والحركات الجمعوية، مع المطالبة بتنصيب خلايا متابعة لضحايا الإعتداءات الجنسية.