طالعنا في بعض الصحف الإماراتية الصادرة نهار أمس، نص البيان الذي أصدره رئيس اتحاد كتاب وأدباء دولة الإمارات، الشاعر حبيب الصايغ، المتعلق بنفيه جملة وتفصيلاً إجراء حوار مع يومية ”الفجر”، المنشور في الملحق الثقافي ل”الفجر”، بتاريخ 1 فيفري 2010. وجاء في البيان، الذي نشر في عدد من الجرائد الصادرة نهار أمس بدولة الإمارات الشقيقة، أن الصايغ ينفي إجراءه لأي حوار لصالح جريدة جزائرية، أو أنه التقى صحفية ”الفجر” التي أدارت الحوار، متهماً إياها بتلفيق وفبركة هذا الحوار، على خلفية التنديدات التي وجهها له رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة، عن طريق المصري محمد سلماوي الذي يشغل منصب رئيس اتحاد الكتاب العرب، التي يتحكم في زمام أمور اتحادات كتابنا العرب. ولكي نفك اللبس عن القارئ، اتصلت”الفجر”، بالشاعر الجزائري أبو بكر زمال، صاحب ”جمعية البيت للثقافة والفنون”، والذي كان شاهدا على هذا اللقاء الذي جرى أمام القاعة المخصصة للمحاضرات بقصر المعارض ”بيال”، بالعاصمة اللبنانية بيروت. وقال الشاعر أبو بكر زمال ”لقد أطلعتني صحفية ”الفجر” بلقائها مع الكاتب، قبل موعد اللقاء بدقائق، ونحن نتجول في أروقة معرض الكتاب، وقد شاهدتها خارج قاعة المحاضرات تجري معه الحوار، لكنني لم أمكث معها لمعرفة نوعية الأسئلة أو الأجوبة التي دارت خلال مدة الحوار نظراً لارتباطاتي”. للتذكير، لم تتلق لحدّ الساعة جريدة ”الفجر”، أي نسخة عن البيان الذي أصدره الكاتب، حيث كان يفترض أن يكون البيان موجهاً لها قبل أية وسيلة إعلامية أخرى، كما وجب تذكير الكاتب، الذي كان يتجول طوال فترة تواجده بلبنان، بالزي الإماراتي الأصيل رغم الأمطار الشديدة التي كانت تسقط على سماء بيروت، لكنها لم تغير قناعاته الشخصية، ووجب أيضاً تذكيره باللحظات التي تقدمت فيها نحوه، وأنا أحاول أن أتحدث معه بلكنة بيروتية ركيكة، بغرض منحي دقائق من وقته لإجراء حوار معه، لصالح جريدة ”الفجر” التي أعمل بها، وأنا أعلمه بكوني صحفية جزائرية، مشيرة إلى زميلي الآخر الذي فضل المغادرة على مشاركتي أجواء الحوار معه، حتى أنني حين هممت بطلب صديقي بعد نهاية الحوار لأخذ صورة لي مع الصايغ، رفض الصايغ بطريقة مؤدبة ذلك على طريقة اللبنانيين الذين يرفضون أخذ الصور إلا من محترف. وأذكره كذلك باليوم الماطر الذي تم فيه إجراء الحوار، دقائق قبل موعد الأمسية الشعرية التي حضرتها نخبة من المثقفين اللبنانيين والسفراء العرب المتواجدين بدولة الإمارات، ما جعله يرد بسرعة على أغلب الأسئلة التي طرحت عليه، كي يتفرغ للجمع الغفير من الشعراء الذين هبوا لحضور أمسيته، يتقدمهم الشاعر اللبناني شوقي بزيغ، الذي قال عنه الصايغ إن الشعر مازال بخير طالما شوقي موجود، حتى خيل لي أنه يتحدث عن تجربة أمير الشعراء الراحل أحمد شوقي.