لم تكن اهتمامات الجالية المسلمة المقيمة في فرنسا عادية مساء يوم الأربعاء تاريخ بث فيلم ”غزة كاتاستروف” أو ”كارثة غزة” على قناة ”فرانس أو”، وعدد الرسائل القصيرة التي تلقيناها كانت كافية للكشف عن حجم التعبئة التي تمت في أوساط الجالية لإيصال خبر بث الفيلم إلى أكبر عدد ممكن من المؤمنين بعدالة نضال الشعب الفلسطيني وبحتمية تعرية النظام الهمجي الإسرائيلي الذي قتل الأطفال والبنات والشيوخ والثكالى بالقنابل الفوسفورية في غزة بدعوى ملاحقة ”إرهابيي حماس”. الفيلم الذي أخرجه خير الدين مبروك الفرنسي جزائري الأصل وسمير عبد الله قد برمج في بداية الأمر على قناة ”فرانس 4” التابعة لبوكيه ”فرانس تلفزيون” ولم يبث على القناة العمومية المذكورة حسب المهاجرين الجزائريين جمال وكمال وعيسى، بعد الضغط الكبير الذي مارسه مسؤولو المجلس التمثيلي ليهود فرنسا على قناة ”فرانس تلفزيون” الأم، وحتى يتمكن المهاجرون الذين فاتتهم فرصة مشاهدة الفيلم الذي يقطع الأنفاس، قررت إدارة ”فرانس أو” إعادة برمجته اليوم في الساعة الخامسة. الدعاية الصهيونية في باريس ردت على كل الجهات التي ساهمت في إنجاز الفيلم عبر مواقعها الإلكترونية الكثيرة وادعت أنه من تمويل منظمة حماس الإرهابية ويمثل تكريسا لتقرير غولدستون المجحف حيال الدولة العبرية، وحتى يأخذ قراء ”الفجر” فكرة كافية عن خصوصية الفيلم فنيا ودعائيا وسياسيا، نعدهم بعودة لهذا الحدث الاستثنائي في الملحق الثقافي عبر ركن رسالة باريس الثقافية الجديدة.