أحصت مديرية النشاط الاجتماعي بوهران، من خلال خرجاتها الميدانية مع مصالح الحماية المدنية، بالإضافة إلى الهلال الأحمر الجزائري، 160 طفل متشرد بدون مأوى، أعمارهم تقل عن 16 سنة يقيمون في الشوارع ويفترشون أرصفة الطرقات. وأشارت المديرية إلى أن بعضهم غادروا بيوتهم وهناك من وجد نفسه في هذه الدنيا بدون أولياء، ولم يجدوا مكانا يأوهيهم إلا الشارع الذي كان بالنسبة لهم مدرسة تخرجوا منها في سن مبكرة، بعدما حرموا من طفولتهم ومن دفء العائلة. وفي الوقت الذي انساق فيه الكثير منهم إلى عالم الانحراف والجريمة بكل أنواعها، ووجدوا أنفسهم في مراكز إعادة التربية للأحداث.. ليتخرجوا منها مباشرة بشهادات التأهيل في الشارع الذي لا يرحم. وأمام عجز مديرية النشاط الاجتماعي بوهران عن التكفل بهذه الشريحة، وفي ظل غياب المراكز المختصة لاحتضانهم وإعادة إدماجهم في المجتمع والتكفل بهم تقوم، جمعية بلجيكية وبالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي بتكوين مربين في الأحياء للاهتمام بهذه الطفولة المتشردة، لتباشر مهامها بداية شهر مارس المقبل. وفي الوقت الذي تعالج فيه محكمة وهران سنويا أزيد من 1000 قضية خاصة بجنوح الأحداث الذين يكونون عرضة للخطر المعنوي، أفادت مصادر مطلعة أن نفس الخدمة للجهاز الطبي المتكون من الأخصائيين النفسانيين بمديرية النشاط الاجتماعي راجع إلى أن معظمهم يعمل في إطار تشغيل الشباب، ما يجعل الخدمة ناقصة للتكفل بالأطفال المتشردين الذين يطلبون المساعدة. وإلى جانب نقص إمكانيات العمل، بعدما أعلنت ذات المديرية عن خلق منذ سنتين مصلحة استعجالية اجتماعية وذلك للتكفل بالأشخاص بدون مأوى، لكن لا حياة لمن تنادي، حيث تبقى تصريحات مسؤولي المديرية جوفاء بعيدة عن الواقع الحقيقي الذي يرمي بظلاله على الطفولة المتشردة بوهران، والتي باتت الشوارع تصنع يومياتها.