يبدو وأن اتحاد عنابة وفيّ فعلا لتقاليده التي عرف بها سابقا بعجزه عن تحقيق الفوز ذهابا وإيّابا أمام أي منافس في البطولة. فبعد فوزه خلال سبتمبر الماضي بوهران توقّع الجميع أن يتكرر الأمر، أول أمس، عند استقبال الحمراوة، خاصة وأنهم قد انهزموا مؤخرا بقواعدهم أمام شبيبة القبائل وتنقلوا لعنابة دون مزاير، واسطي وسباح وبمشاكل لا تحصى ولا تعد. لكنهم عرفوا كيف يحققوا ما أرادوا وافتكوا نقطة ثمينة من عنابة التي عادت لاستهلاك الخبز الأسود. كوفي كوجيا في عنابة!! تميزت المواجهة بتألق منقطع النظير للحكم بوعلي، الذي أشهر 3 بطاقات حمراء - على طريقة كوفي كوجيا - وقد كانت الأولى من نصيب بن عطية لاعب الحمراوة، بينما الثانية والثالثة لمعيزة ثم ربيح من عنابة. ولم يكتف بوعلي بذلك، بل رفض هدفا للمحليين مباشرة بعد طرده للاعب الزوار وهو ما قطع التيار بينه وبين المحليين الذين برروا فشلهم بضعفه وطريقة تسييره الاستفزازية للمباراة. الهجوم العنابي كان غائبا قد يكون الحكم بوعلي بعيدا عن المستوى في هذا اللقاء، إلا أنه لم يكن لوحده لكون الهجوم العنابي كان أيضا كذلك، ذلك أن كل محاولاته كانت عبارة عن ضجة بلا طائل ومحاولات تفتقد للفاعلية سواء من المغترب قماري أو حتى بمعوضه بن سعيد، الذي لم يقدم الإضافة المرجوة وكان خارج مجال التغطية. بن حمو كان لهم بالمرصاد يدين الحمراوة بتألقهم في عنابة لحارسهم بن حمو، الذي رغم أن آخر مواجهة له كانت بتاريخ 12 سبتمبر 2009 ضد اتحاد عنابة بالذات، إلا أنه عاد بقوة بعد 5 أشهر من الغياب وأجهض كل محاولات المحليين بحضوره في المكان والزمان المناسبين. وهو ما جعل مدربه معط الله لا يتردد في نزع قبعة الاحترام له بعد نهاية المباراة التي كان هو بطلها الأول دون منازع، حسبه. عمل كبير ينتظر عمراني يبدو أن حديث العنانبة عن التأشيرة الدولية مجرد كلام ليس إلا، لكون فريقهم ما يزال بعيدا عن مستوى هذه الطموحات بعدما عجز عن العودة بأية نقطة في خرجاته الأربعة الأخيرة. ولم يكتف بذلك، بل ضيّع 8 نقاط كاملة بقواعده وهو ما يجعله بعيدا عن إمكانية الظفر بتأشيرة دولية كما يتمنى مسؤوليه، خاصة وأن الاتحاد تنتظره 5 خرجات نارية مما يعني أن عملا كبيرا ينتظر عمراني المطالب بوقف الهشاشة خارج الديار والتركيز أكثر بقواعده لإيقاف نزيف النقاط. أرضية الميدان زادت طينة العنانبة بلة إذا كان مستوى الاتحاد العنابي متواضعا، أول أمس، فيمكن تمرير ذلك على اعتبار أن الفريق افتقد ل3 ركائز أساسية وإقحامه للاعبين في غير مناصبهم. لكن ما زاد طينة العنانبة بلة هو ملعبهم الذي تحوّل من تحفة نادرة إلى كارثة حقيقية على مستوى أرضيته التي قد تصلح لكل شيء إلا للعب خاصة في الأجواء الماطرة. في انتظار عقوبات لجنة الانضباط تبقى أعناق العنانبة مشرئبة، غدا، نحو مبنى الرابطة الوطنية التي ينتظر أن تعاقب الثنائي المطرود معيزة وربيح وكذا القائد بودار، الذين لن يلعبوا رسميا هذا السبت في مواجهة الكأس ضد مولودية العلمة وكل شيء سيترسم غدا.