أكد المشاركون في فعاليات الندوة المنظمة حول مظاهر الزلازل والسياسة الوقائية على ضرورة إرساء ثقافة الوقاية للحد من أضرار الكوارث الطبيعية الذي يأتي الزلزال في مقدمتها باعتبار أن الجزائر منطقة زلزالية·وتأتي الندوة التي شهدت حضور عدة مختصين بمنتدى المجاهد لطرح موضوع آني حركته الهزات الأرضية التي شهدتها عدة مناطق من الوطن في الآونة الأخيرة واعتبر السيد يلس عبد الكريم شاوش المدير العام لمركز البحوث الجيوفيزيائية "كراف" أن الجزائر تشهد نشاطا زلزاليا مستمرا باعتبارها منطقة زلزالية ما يجعل الهزات الأرضية بمثابة موضوع يومي تطرحه مختلف وسائل الإعلام·والملفت في الأمر هو أن الزلزال ظاهرة معقدة يصعب التنبؤ بحدوثها ما يستدعي إرساء سياسة وقائية فاعلة للحد من مخاطر الظواهر الطبيعية، فضلا عن ثقافة الوقاية في وسط كافة الشرائح، وهي قضية تقع مسؤوليتها على كل أطراف المجتمع الفاعلة· وأضاف من جهته الدكتور بلعزوفي، أن الجزائر شهدت عدة زلازل عنيفة خلفت أضرارا كبيرة وهي مسألة تحتاج إلى تنظيم العمل للحد من المخاطر الناجمة عن هذه الظاهرة، الأمر الذي تجسده المراسيم التي تحدد السياسة الوطنية للوقاية من مخاطر الزلزال، وحسب نفس المتحدث فإن زلزال ماي 2003 الذي ضرب ولاية بومرداس أدى إلى تغيير عدة نصوص قانونية وفق ما يضمن وقاية أحسن في المستقبل· وانطلاقا من فكرة أن عدة بلدان، مثل اليابان التي تعد منطقة زلزالية، لم تتمكن من التحكم في هذه الظاهرة التي لا يمكن التنبؤ بحدوثها يرى البروفيسور عبد الكريم شلغوم، مهندس مختص في علم الزلازل، أن الأمر يحتاج إلى التركيز على الجانب الوقائي من خلال إعلام المواطنين بمخاطر الزلزال وطرق الوقاية مع مراعاة الحرص على تشييد بنايات مقاومة للزلازل، وإجراء دراسات وبحوث حول الأرض قبل التعمير· ويؤكد على صعيد آخر العقيد علي علال أن مصالح الحماية المدنية تحتك يوميا بالكوارث والحوادث منها ما يتعلق بالزلازل والفيضانات، ومنها ما يرتبط بحوادث المرور ومشاكل التلوث البيئي، إضافة الى حرائق الغابات التي تتسبب سنويا في إتلاف حوالي 40 ألف هكتار، وهي المعطيات التي تحث على تطوير السياسة الوقائية لقطاع الحماية المدنية، والتي أصبحت تقوم على تسطير ومتابعة تسيير مخططات مواجهة الكوارث الطبيعية على مستوى كافة البلديات التي تضمها مختلف ولايات الوطن، فضلا عن تنظيم أيام تحسيسية لإدماج السكان في عملية الوقاية من خلال إعلامهم بمخاطرها وطرق التصرف في حالة حدوثها· وأشار السيد حاج حمو بن زفير، مدير الهلال الأحمر الجزائري إلى أنه يعتمد على سياسة التحسيس التي أسفرت عن إصدار دليل للمعلم حول طرق الإجلاء، حيث يعد ثمرة تفكير آثار زلزال بومرداس، كما يحرص الهلال على تكوين فرق للنجدة بمستويات عالية تدعم عمل مصالح الحماية المدنية في الميدان وهو ما يندرج في إطار خلق ثقافة الوقاية·