ما تزال الأسرة الجيجلية تحافظ على بعض العادات الموروثة ابتهاجا بمولد المصطفى (ص)، منها على وجه الخصوص إعداد أطباق الفتات والكسكسي إضافة إلى طبق أغروف أو البغرير والذي يسبق المولد بأيام وهو نفس الشأن كذلك بالنسبة للطمينة، إلا أن الكثير منها أخذ في الاندثار والزوال، لا سيما “الطياخات” التقليدية والسهرات الليلية وإشعال الشموع خارج المنازل بصفة جماعية. وحسب حمروش أمير، أستاذ بثناوية الشقفة، فأشار إلى أن هناك العديد من العادات زالت لا سيما ما تعلق بالطياخات اليدوية أو التقليدية. واسترسل بالقول “عندما كنا صغارا كنا نحنّ دائما إلى اقتراب تاريخ المولد النبوي الشريف بحيث تكون الاستعدادات من كل الجوانب، لا سيما صناعة الطياخة حيث نقوم بالبحث عن بطارية قديمة ونقوم بتذويب الرصاص الموجود بها ثم نفرغه في جوف قصبة أو في حفرة داخل الأرض يكون لها الشكل الأسطواني المجوف، بعدها نقوم بإحداث ثغرة بواسطة مسمار من الحجم الكبير، وبعد الانتهاء تتم عملية ربط المسمار بالمادة الرصاصية لتحصل على ما يمسى ب”الطياخة” لنبدأ بعدها في عملية التطياخ بواسطة مادة الكبريت”. وأضاف أن التنافس يكون على أشده ليلة الذكرى بين شباب مختلف المناطق. من جهة أخرى، قال عمار بوحنيكة من الطاهير إن المفرقعات التجارية قضت على الطياخة التقليدية التي كانت تلهم الأطفال وحتى الشيوخ، وأصبح التنافس اليوم بهاته المفرقعات من مختلف الأحجام. من جهته، الشاب عادل مريض بمصلحة جراحة العظام بمستشفى الطاهير والذي وجدناه رفقة الممرضين “خير الدين دوالشعير، كريم طيبوش وعمار بوحنيكة في إحدى المناوبات الليلية فقد أشاروا بأن الحديث عن المولد النبوي الشريف يذكرهم دائما بالحنين إلى زمن الطياخة التقليدية والجروح التي كانت تسببها لهم بسبب الاستعمال المفرط لمادة الكبريت وبطريقة غير شرعية وفوضوية ترتبط بعنفوان الشباب والطفولة، حيث كان الأطفال يتنافسون على من يُسمع أقوى دوي لطياخته ولتلك البقعة الوسطى التي تشوه بها الجدران في كل مكان. أما في بلدية أولاد عسكر فقد كان قديما سكان مختلف المشاتي يبدأون الاحتفال بنحر بقرة أو عجل يشتريه أعيان المشتة ويستثني من دفع مستحقاتها اليتامى والأرامل والفقراء ومدراس القرآن الكريم. وكان يستوجب على كل أفراد المنطقة حضور مراسيم الذبح لترسيخ ثقافة التآزر والتكافل الاجتماعي إضافة إلى طقوس الحنة واللباس الموحد للأطفال وتنظيم المدائح الدينية وتعليم الأطفال السيرة النبوية الشريفة، إلا أن الكثير من هذه الطقوس زالت.