حنين لذكريات أطباق الأكل التقليدية كالغرايف والفتات و"الطياخات" القديمة احتفلت ولاية جيجل بذكرى المولد النبوي الشريف الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كغيرها من ولايات الوطن، حيث ما تزال الأسرة الجيجلية تحافظ على بعض عاداتها الموروثة عبر الأجيال للاحتفال والابتهاج بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، نذكر منها على وجه الخصوص إعداد أطباق تقليدية كالفتات والكسكسي إضافة إلى طبق أغروف أوالبغرير والذي يسبق يوم المولد بأيام، كما هونفس الشأن بالنسبة للطمينة، إلا أن الكثير منها أخذ في الاندثار والزوال، لا سيما “الطياخات” التقليدية والسهرات الليلية وإشعال الشموع خارج المنازل بصفة جماعية. وحسب بعض الشيوخ ممن عايشوا هذه العادات فإن هناك العديد منها زالت لا سيما ما تعلق بالطياخات اليدوية أوالتقليدية. مسترسلين حديثهم وحنينهم بالقول “عندما كنا صغارا كنا نحنّ دائما إلى اقتراب تاريخ المولد النبوي الشريف بحيث تكون الاستعدادات من كل الجوانب، لا سيما صناعة الطياخة حيث نقوم بالبحث عن بطارية قديمة ونقوم بتذويب الرصاص الموجود بها ثم نفرغه في جوف قصبة أوفي حفرة داخل الأرض يكون لها الشكل الأسطواني المجوف، بعدها نقوم بإحداث ثغرة بواسطة مسمار من الحجم الكبير، وبعد الانتهاء تتم عملية ربط المسمار بالمادة الرصاصية لنحصل على ما يمسى ب”الطياخة” لنبدأ بعدها في عملية التطياخ بواسطة مادة الكبريت”. وأضاف أن التنافس يكون على أشده ليلة الذكرى بين شباب مختلف المناطق. غير أن المفرقعات التجارية قضت كلية على الطياخة التقليدية التي كانت تلهم الأطفال وحتى الشيوخ، وأصبح التنافس اليوم بهاته المفرقعات من مختلف الأحجام. وأشاروا بأن مجرد الحديث عن المولد النبوي الشريف يذكرهم دائما بالحنين إلى زمن الطياخة التقليدية والجروح التي كانت تسببها لهم بسبب الاستعمال المفرط لمادة الكبريت وبطريقة غير شرعية وفوضوية ترتبط بعنفوان الشباب والطفولة، حيث كان الأطفال يتنافسون على من يُسمع أقوى دوي لطياخته ولتلك البقعة الوسطى التي تشوه بها الجدران في كل مكان. أما في بلدية أولاد عسكر فقد كان قديما سكان مختلف المشاتي يبدأون الاحتفال بنحر بقرة أو عجل يشتريه أعيان القرية ويستثنى من دفع مستحقاتها اليتامى والأرامل والفقراء ومدرس القرآن الكريم. وكان يستوجب على كل أفراد المنطقة حضور مراسيم الذبح لترسيخ ثقافة التآزر والتكافل الاجتماعي والتضامن إضافة إلى طقوس الحنة واللباس الموحد للأطفال وتنظيم المدائح الدينية وتعليم الأطفال السيرة النبوية الشريفة، إلا أن الكثير من هذه الطقوس زالت.