خرج، أمس، الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، عن المألوف وأقدم على انتقاد وبشدة النقابات المستقلة على المباشر، مبديا غضبا شديدا على إضرابها، خاصة في قطاعي التربية والصحة استشاط سيدي السعيد، أمس، غضبا، خلال المؤتمر العاشر لمكتب الاتحاد اتحادية الجزائر العاصمة، وهاجم بشدة الأطراف المضربة والمنضوية تحت لواء النقابات المستقلة المختلفة وصب جام غضبه على المضربين وكل هذا بحجة أن الأطراف المضربة بات همها الوحيد انتقاد المركزية النقابية وكيل التهم لها. وانتقد النقابي سيدي السعيد بشدة انخراط عمال التربية والصحة في الإضراب، على الرغم من أن الإضراب، حق نقابي مكفول، حيث قال إن المركزية لن توافق على ”الإضراب إلا إذا كان يعبر عن قناعة العمال”، كما وصف الانخراط في هذه الإضرابات بأنه نوع من أنواع العنف، مشيرا إلى أن العنف لا يأتي بأية نتيجة وأن الحوار وحده هو السبيل لتحقيق المكاسب. وتحاشى الأمين العام للمركزية النقابية الخوض في الأسباب الحقيقية للقطاعات التي تعرف غليانا وإضرابات متواصلة على غرار التربية والصحة، بل ورفض الإجابة عن أسئلة الصحفيين حول الإضرابات المتواصلة، وذلك بعد اختتام الجلسة الصباحية، واكتفى بسرد ما حققه الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والتباهي بعدد المنخرطين من النساء والرجال على المستوى الوطني، في إشارة غير مباشرة إلى أن المركزية النقابية تبقى الممثل الأكبر للعمال. وكشف سيدي السعيد في هذا الخصوص أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يضم 1 مليون و 700 ألف منخرط، منهم أكثر من 200 ألف امرأة و100 ألف منخرط يمثلون القطاع الخاص. وشهدت كلمة سيدي السعيد انسحاب أكثر من 10 مشاركين، حيث لم يحتملوا المداخلة التي ألقاها أمين عام المركزية النقابية، خصوصا عندما قال بأن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق المكتسبات، حيث رد عليه المنسحبون وتعالت أصواتهم ورددوا” لا يوجد حوار معك يا سيدي السعيد”. وحاول سيدي السعيد تبرير السخط العمالي تجاه تنظيمه قائلا ”لسنا مسؤولين عن ضعف القدرة الشرائية للعامل الجزائري”، وألقى باللوم على المضاربين الذين ”يلهبون في كل مرة أسعار المواد الاستهلاكية”، مضيفا بأن ”لا أحد يتكلم عن المضاربين ودورهم في تحطيم القدرة الشرائية، في حين يوجه كل الانتقاد للمركزية النقابية”. هذا، وعرفت الجلسة المسائية للاتحاد العام للعمال الجزائريين لولاية الجزائر تزكية صالح جنوحات أمينا عاما بالإجماع لاتحادية الجزائر العاصمة وسط غياب أية منافسة من طرف 400 مندوب، خاصة بعدما تردد بأن هناك صراعا على أمانة العاصمة بين جنوحات وأحمد بدوي، حيث ستمتد العهدة الجديدة التي فاز بها صالح جنوحات إلى خمس سنوات.