وجه سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية أمس انتقادات لاذعة للنقابات المستقلة، منتقدا طريقتها في التعبير عن مطالب العمال من خلال اللجوء إلى الإضرابات والاحتجاجات التي اعتبرها تمس بالاقتصاد الوطني ، وذهب سيدي السعيد إلى القول إن المطالب التي ترفعها هذه النقابات بغير الواقعية، ودافع في المقابل عن خيار الحوار الاجتماعي، مؤكدا بأن المركزية النقابية نجحت في تحقيق عدة مكاسب للعمال عبر التفاوض. استغل الأمين العام للمركزية النقابية مداخلته أمس أمام المشاركين في أشغال المؤتمر الخامس للفيدرالية الوطنية للمتقاعدين، لمهاجمة النقابات المستقلة وتوجيه انتقادات للمطالب التي ترفعها، مجددا قناعته بالحوار الاجتماعي كحل أمثل لتحقيق جميع مطالب الطبقة الشغيلة، ودون ذكر هذه النقابات بالاسم، خاطب سيدي السعيد الحضور، متسائلا »هل عجزنا نحن عن المطالبة بأجر وطني أدنى يصل إلى 50 ألف دينار، وعن المطالبة بزيادات في الأجور بنسبة 100 بالمائة؟«، ورد سيدي السعيد على هذه التساؤلات بلغة الإشارة، التي تعكس أن هذه المطالب ضرب من الجنون، ومن وجهة نظر سيدي السعيد فإن المطالب العمالية يجب أن تتميز بالعقلانية وتراعي وضعية الاقتصاد الوطني، ومستوى الإنتاج، منتقدا المطالب المبالغ فيها من قبل بعض ممثلي العمال. وفي سياق موصول، لم يفوت سيدي السعيد الفرصة لانتقاد أسلوب الإضرابات والاحتجاجات التي تعد من أساليب النقابات المستقلة في التعبير عن مطالبها، والتي شلت عديد من القطاعات الحيوية في الأشهر الأخيرة على غرار قطاعي التربية والصحة قبل أن تمتد إلى عمال البلديات، متسائلا أيضا»هل تعتقدون أن المركزية النقابية عاجزة عن الدعوة لإضراب عام تشل بموجبه أي قطاع؟«، وجاء رد سيدي السعيد بأن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يراعي المصلحة الوطنية ومصلحة الاقتصاد الوطني. وراح سيدي السعيد يدافع عن مواقف المركزية النقابية وأسلوبها في النضال لصالح الطبقة الشغيلة من خلال الحوار الاجتماعي، وذهب إلى القول إن الحوار الاجتماعي مع الحكومة ومع أرباب العمل سمح بتحقيق أغلب المطالب التي ترفعها المركزية النقابية، مؤكدا بأنه لم يسبق وأن تلقى إجابة بالرفض المباشر من السلطات الحكومية بخصوص المطالب التي رفعت إليها، وأن كل القضايا والمطالب خاضعة للتفاوض ويمكن الوصول إلى حل يرضي كل الأطراف حتى وإن أخذت المسألة بعض الوقت.