هدد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بإمكانية مقاطعة السلطة الفلسطينية القمة العربية المقبلة في ليبيا نهاية الشهر الجاري في حال دعوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى المشاركة في القمة وقال المالكي في تصريحات بثتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إنه "لضمان الحضور الفلسطيني الرسمي يجب أن توجه الدعوة فقط إلى الجهة الفلسطينية الرسمية، كما ستوجه الدعوة لبقية الجهات الرسمية في البلاد العربية المختلفة". وذكر المالكي أن السلطة الفلسطينية "تقيم كيفية إنجاح القمة" في طرابلس، نافيا في الوقت ذاته وجود إشكالية مع ليبيا. غير أن المالكي لم يخف وجود تخوف لدى القيادة الفلسطينية من إمكانية دعوة جهات فلسطينية "غير رسمية"، في إشارة إلى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة منذ عامين ونصف. وقال "المهم لدينا هنا أنه تم التأكيد لنا أنه لن توجه الدعوات إلا إلى الجهة الرسمية الفلسطينية والممثلة بمنظمة التحرير والسلطة الوطنية". وأضاف "نرفض توجيه الدعوات لجهات معارضة عربية، وهناك جهات كثيرة معارضة، وهكذا كان الحال ويجب أن يبقى وأن يكون في ليبيا، وغير ذلك لن يكون مقبولا بالنسبة لنا ولا بالنسبة لأية دولة عربية ولا بالنسبة للجامعة العربية". وألمح المالكي إلى أن زيارة مدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، إلى ليبيا عقب لقائه بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تأتي في إطار إقناع القيادة الليبية بموقف السلطة الفلسطينية، قائلا "نحن ما نفكر به عبرنا عنه علانية ورسالتنا واضحة لدى الجميع وحتى لدى الأخوة في ليبيا". وتردد أن ليبيا تسعى لدعوة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لحضور القمة، كما تسعى لاحتضان ملف المصالحة الفلسطينية في القمة العربية عبر دعوة طرفي الخلاف، السلطة الفلسطينية وحماس معا للمشاركة والضغط من أجل إنجاز اتفاق بينهما خلال أعمال القمة. وأجلت مصر الحوار الفلسطيني في أكتوبر الماضي إلى أجل غير مسمى عقب رفض حماس التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بسبب وجود تحفظات لديها فيما وقعتها حركة فتح التي يتزعمها عباس. وكان مسؤول بارز في حركة حماس كشف عن جهود حثيثة تبذلها جهة عربية لإنجاز عملية المصالحة الفلسطينية قبل عقد القمة العربية نهاية الشهر الحالي في ليبيا أو خلال انعقاد هذه القمة. وقال علي بركة، المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان، إن هذه الجهة التي لم يكشف عنها "تحرص على أن تكون القمة المقبلة في ليبيا قمة المصالحة". إلا أن مصادر عربية أكدت أن مصر لن تحضر القمة في حال تم إعلان موافقة حماس على ورقة المصالحة في ليبيا، وقالت المصادر إن القاهرة بذلت جهودا مضنية لتأمين المصالحة، ولن تكون راضية عن التنكر لهذه الجهود بهذه الطريقة.