انتهت مفاوضات خاصة أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع مسؤولين ليبيين بعدم التوصل إلى أي اتفاق بخصوص طبيعة وتركيبة الوفد الفلسطيني الذي سيحضر القمة العربية المنعقدة نهاية الشهر المقبل في مدينة سرت الليبية علم من مصادر مطلعة جدًا أن الزعيم الليبي معمر القذافي تجنب الالتقاء بالرئيس عباس الذي زار طرابلس رغم إلحاح وطلب الأخير، فيما أبقت القيادة الليبية الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بحضور حركة حماس رسميا لفعاليات القمة بشكل مستقل أو ضمن الوفد الفلسطيني الرسمي. ومن اللافت أن عباس أجرى مباحثات رسمية مع البغدادي المحمودي رئيس الوزراء الليبي وزير الخارجية الليبي ومسؤولين آخرين دون التمكن من لقاء القذافي. وتحدثت أوساط الوفد المرافق لعباس عن فشل المفاوضات المتعلقة ببند المصالحة بين فتح وحماس على هامش قمة ليبيا وكذلك ببند تركيبة الحضور الفلسطيني. وكان خالد مشعل قد طلب رسميا من ليبيا السماح له بحضور القمة العربية ممثلا لحركة حماس، لكنه عاد وأبلغ طرابلس بأن حماس ترحب بانضمامها للوفد الفلسطيني الرسمي المشارك في القمة، وهو أمر ربطه الرئيس عباس حصريا بإعلان حماس موافقتها على التوقيع على ورقة المصالحة بالقاهرة وبدون تعديلات. ونفى الرئيس الفلسطيني علمه بأي لقاء مرتقب بين حركتي حماس وفتح في طرابلس، بهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية قبل انعقاد القمة. ويرغب القذافي في أن يتم توقيع اتفاق المصالحة الفلسطيني في ليبيا، ورغم أن الزعيم الليبي لم يعلن حصوله على موافقة حماس على ورقة المصالحة، لكنه يعتقد أن بإمكانه التوصل للمصالحة من خلال تعديلات بسيطة على الاتفاق تظهر كأنها تلبي شيئا من شروط حماس. وحسب مصادر إعلامية فإن دولا عربية تؤيد هذا التوجه، لكن السلطة الوطنية ترى أن الاتفاق يجب أن يتم في مصر. وأضافت المصادر أن تلبية رغبة القذافي بتوقيع الاتفاق في سرت، سيؤدي إلى غضب القاهرة، ومقاطعة الرئيس مبارك القمة.