لا يزال حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يحصد الخيبة تلوى الأخرى كلما حاول التقرب من غريمه في منطقة القبائل حزب جبهة القوى الاشتراكية، فبعدما رفض حزب حسين أيت أحمد الدخول في أي حلف مع الأرسيدي، هاهو يعلن مجددا تحفظه من رغبة تشكيلة سعيد سعدي الالتحاق بالمبادرة التي أطلقها لتشكيل حلف ديمقراطي موسع. عبرت أول أمس جبهة القوى الاشتراكية على لسان سكرتيرها الأول كريم طابو عن تحفظاتها اتجاه أي تقارب مع التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وهذا ردا على التصريحات التي أطلقها زعيم الأرسيدي خلال الندوة الصحفية التي نشطها مؤخرا للتعليق حول نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث وصف المبادرة التي تحدث عنها حسين أيت أحمد لتشكيل قطب ديمقراطي واسع ب "ممتازة"، وعلق السكرتير الأول للأفافاس قائلا "إن مبادرة حسين أيت أحمد ليست موجهة إلى جهة بعينها، أنا لا أرد هنا على بتصريحات سعيد سعدي التي لا تهمني، فهو حر في إبداء رأيه أو تقديم تعليقات.." وأضاف كريم طابو "لقد دأب الأفافاس على إطلاق المبادرات، وحدد الأولويات ويبقى متمسك بالعمل المشترك، ولقد عمل دوما من أجل التمكين للحوار الهادئ، لكنه يضل دوما له حساسية من تحالفات الأجهزة والظرفية أو الشعبوية"، ويبدو واضح من هذه التلميحات أن الرجل الثاني في الأفافاس إنما يقصد الأرسيدي. وأكد كريم طابو من جهة أخرى أن البناء الديمقراطي يتم في الميدان وهذا يتطلب المرور عن ميثاق لبناء الثقة مع المواطنين، وصرح في هذا الخصوص "لا يمكن بناء الثقة بين نواب تحولوا إلى برجوازيين ومجتمع تعرض للتفقير، لابد من تقديم التضحيات.."، وهنا أيضا تبدو الإشارة إلى حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية واضحة على اعتبار أن لهذا الحزب ممثلين بالمجلس الشعبي الوطني. تصريحات الرجل الثاني في جبهة القوى الاشتراكية جاءت للرد على التصريحات التي أدلى بها سعيد سعدي السبت الفارط والتي فهم منها الجميع أن زعيم الأرسيدي يبحث عن إطار سياسي يجمعه مع غريمه الأفافاس، وهذا الإطار لن يكون إلا ذلك "التحالف أو القطب الديمقراطي" الذي طالما حلم به هذا الحزب منذ بداية التسعنيات. وليست المرة الأولى التي يصاب فيها الأرسيدي بخيبة الأمل اتجاه أي تقارب مع الأفافاس، لقد سبق لحزب سعيد سعدي مباشرة أن وجه بعد إعلانه مقاطعة الانتخابات الرئاسية الأخيرة نداءا للأفافاس والقوى الديمقراطية من أجل تشكيل تحالف ديمقراطي للوقوف في وجه السلطة، وجاء رد الأفافاس على لسان سكرتيره الأول كريم طابو صريحا، فلم يكتف الرجل الثاني في تشكيلة حسن أيت أحمد برفض مبادرة سعدي بل زاد على ذلك باتهام الأرسيدي بأنه حزب له علاقة بالنظام وأجهزته. رد الأفافاس الرافض ضم الأرسيدي إلى مبادرته تضع حزب سعدي في مأزق سياسي حقيقي وتؤشر إلى طبيعة المستقبل السياسي لهذا الحزب الذي بدو أنه قد خسر مرة السلطة التي احتضنته منذ بداية التسعينات ومرة أخرى المعارضة التي لفظته بسبب مواقفه المتذبذبة وعلاقته المشبوهة بدوائر في الحكم.