أخذت قضية طرد المغرب منصّرين من أراضيه أبعادا دولية بانتقاد الولاياتالمتحدة وهولندا قيام الرباط بهذا الإجراء، لكن أحزابا مغربية دعت إلى مثول هؤلاء المنصّرين أمام القضاء المغربي لمحاسبتهم، كما انتقدت ردود الفعل الغربية من التنصير أعرب السفير الأمريكي لدى المغرب صامويل كابلان عن "خيبة أمله وحزنه" من عمليات طرد الأجانب من المغرب مؤخرا و"بينهم عدد من الأمريكيين المقيمين بشكل قانوني" الذين اتهمتهم السلطات المغربية بتنصير أطفال. أما السفير الهولندي ماكسيم فيرهاغن فقال "نحن لا نتحدث عن أشخاص جاءوا إلى المغرب لعدة أسابيع لتوزيع الإنجيل.. الأمر يتعلق بأشخاص يقومون برعاية الأطفال سلميا منذ عشر سنوات". ونقلت مصادر إعلامية عن دبلوماسي غربي القول إنه تم إبلاغه بأن المزيد من الأجانب قد يطردون من المغرب. وانتقدت منظمة "أوبن دور" - وهي منظمة إنجيلية بروتستانتية - عن قلقها من إبعاد منصرين متهمين بممارسة نشاطات تنصيرية في المغرب، مضيفة أن نحو عشرين شخصا تم إبعادهم بينهم أزواج هولنديون وبريطانيون تبنوا أطفالا. من جهته دعا رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني إلى ضرورة تطبيق القانون المغربي على هؤلاء المنصرين. وأشار العثماني في تصريحات إعلامية إلى أن القانون المغربي يقضي بسجن من يستغل حاجة المواطنين لتغيير ديانتهم بالسجن مدة تتراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات. وانتقد العثماني رد الفعل الحكومي الذي اكتفى بطرد المنصرين، مؤكدا أنه كان ينبغي محاكمتهم قبل طردهم، وقال إن على الحكومة أن تراعي تطبيق القانون على أمثال هؤلاء مستقبلا. كما أدان تصريحات السفير الأمريكي لدى بلاده التي انتقد فيها قرار الطرد، وقال إن هذا الأمر ليس من صلاحيته وطالب الحكومة بأن توقفه عند حده. ونبه العثماني إلى وجود فرق كبير بين استغلال حاجات الآخرين لتغيير دينهم وبين حرية التدين، مشيرا إلى أن قيام أي شخص باستغلال حاجات الآخرين لتغيير دينهم أمر غير مقبول حتى في الغرب. وأعلنت السلطات المغربية يوم 8 مارس الحالي طرد عدة منصرين أجانب اتهموا بالتنصير في منطقة الأطلس المتوسط وسط المغرب دون تحديد عددهم. وقالت جماعات إغاثة ودبلوماسيون غربيون إن المغرب طرد نحو 70 من موظفي الإغاثة المسيحيين الأجانب منذ بداية مارس الحالي قائلا إنهم ينتهكون تقاليده في التسامح الديني بمحاولة تحويل مواطنيه المسلمين إلى المسيحية. والمطرودون أمريكيون وهولنديون وبريطانيون ونيوزيلنديون، ومن بين المطرودين أزواج تبنوا أطفالا مغاربة ومجموعة تدير دارا للأطفال في جبال الأطلس الأوسط.