اعتبرت النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين أن استمرار تقصير السلطات العمومية في الصحة النفسية والعقلية للحجاج من شأنه تعقيد عملية الحج كل موسم، خاصة وأنه أكبر تجمع بشري على وجه المعمورة، ويحتاج إلى التحضير المسبق وعلى الوزارات المعنية به استحداث دفتر صحي خاص بالسلامة النفسية والعقلية للحجاج ترى النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين أنه بات من الضروري أن تستدرك السلطات العمومية وخاصة الوزارات المعنية بتنظيم الحج، ويتعلق الأمر بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الصحة والسكان اللتان تخول لهما الصلاحيات إعادة النظر في الفحص الصحي المفروض على الحجاج، خاصة القدرة النفسية والعقلية على أداء الفريضة في ظل الظروف التي تميز أداء المناسك على امتداد شهر كامل، تتغير فيه الظروف المحيطة بالحجاج الجزائريين الذين ألفوا بيئة غير تلك التي سيقضون فيها 30 يوما ويلتقون فيها بحجاج من جنسيات مختلفة ويتكلمون لغات ولهجات مختلفة أيضا، وهو ما يعطي الانطباع بأن ذلك سيؤثر لا محالة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على نفسية الحجاج الجزائريين. وأوضح رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين كداد خالد في تصريح ل”الفجر” أمس أن الضغط والقلق الذي يعيشه الحاج منذ أن تطأ قدماه البقاع المقدسة، وكل حسب مقاومته لهذا الوضع يجعل هذا الأخير محاصرا نفسيا وحتى عقليا في بعض الأحيان بجملة من المتغيرات التي لم يألفها بتاتا هي التي تؤثر عليه. وأضاف المتحدث أن ملف السلامة النفسية والعقلية للحجاج الجزائريين لا يكفي أن يكون محور فحص طبي عادي، بل يتعداه إلى عمل الأخصائي النفساني الذي هو على دراية تامة بمجال عمله، لكن هذا الأخير يبقى مقصيا من أداء مهامه في هذا الشأن، على الرغم من أن البعثة الطبية تتكون من أطباء إلا أن طاقم الأطباء والأخصائيين النفسانيين غير موجود ضمنها، وهو ما لم نجد له تفسيرا طيلة جميع مواسم الحج. واقترح ذات المتحدث أن تلجأ وزارة الصحة إلى استحداث دفتر صحي يكون على شكل ملحق خاص بالصحة النفسية والعقلية للحجاج، تدون فيه جملة الفحوص واختبارات السلامة النفسية والعقلية للحجاج، ولا بد من المرافقة لتفادي حالات الهياج والقلق والجنون التي ظهرت فجأة بين صفوف الحجاج الجزائريين خلال المواسم الأخيرة لعملية الحج. في سياق آخر كشف رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين كداد خالد عن لقاء مع مسؤولي وزارة الصحة يوم 25 مارس الجاري لتقييم كل ما تم خلال اللقاءات السابقة بالإضافة إلى المطالب التي وجهتها النقابة لوزارة الصحة.