دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سعيد بركات، أمس خلال الندوة التكوينية لفائدة أعضاء البعثة الطبية للحج، إلى التقرب من الحجاج والعناية بهم وتجاوز بعض تصرفاتهم غير الإرادية الناجمة عن كبر سنهم وكذا تقديم عناية خاصة للمصابين بالأمراض المزمنة، وهو ما يمثل اعترافا رسميا وضمنيا من قبل المتحدث بوجود حجاج جزائريين مصابين بأمراض عقلية سيؤدون مناسك الحج لهذا الموسم، وإلا بماذا يفسر تصريح وزير الصحة هذا...؟، وهو ما يمثل تناقضا صارخا مع الإجراءات والقرارات التي أعلنتها وزارة الصحة من قبل والقاضية بمنع أي حاج مصاب بمرض مزمن أو بمرض عقلي من أداء مناسك الحج وذلك بعدم توقيع الطبيب المعالج على الدفتر الصحي الخاص بالحاج إن ثبتت إصابته بمرض مزمن أو عقلي. في ذات السياق، دعا المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، الشيخ بربارة، البعثة الطبية الجزائرية والمقدر عدد أفرادها لهذا الموسم ب 800 إلى التكفل بالحجاج وتأطيره، مؤكدا في ذات السياق أن مهام الطبيب أو مساعديه من البعثة لا تقتصر على تقديم العلاج فحسب، بل كذلك توفير الرعاية النفسية والتوجيه لفائدة الحجاج. وأوضح المتحدث أمس كذلك خلال الندوة التكوينية لفائدة أعضاء البعثة الطبية التي نظمت بالعاصمة أن 75 بالمائة من الحجاج الجزائريين المتوجهين هذا العام لأداء مناسك الحج بالبقاع المقدسة هم من كبار السن ويعانون من مختلف الأمراض المزمنة والتي تستدعي تكفلا خاصا من طرف أعضاء البعثة، هذه الأخيرة التي قال بشأنها ذات المتحدث أنها تضم في صفوفها كذلك مختصين للتكفل ببعض الحجاج المصابين بالأمراض العقلية التي تمت تشخيص حالات منها خلال مواسم الحج السابقة. وفي سياق التكفل دائما بالحجاج الجزائريين، أكد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة أن أشغال التوسع العمراني التي تعرفها مكةالمكرمة والتي مست توسعة الحرمين الشريفين تستدعي وتتطلب التأطير المحكم والتكفل الأمثل لتفادي ضياع الحجاج أثناء أداء المناسك (شهد موسم الحج خلال العام الماضي تيهان وضياع مئات الحجاج الجزائريين في السعودية). من جهته أشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله في كلمة له إلى المهام الطبية المنوطة بالبعثة في البقاع المقدسة بتوفير التغطية الصحية لفائدة الحجاج، مشيدا في نفس الوقت ب "التمثيل المشرف" الذي اعتادت عليه البعثة الطبية الجزائرية في كل موسم حج، مشيرا في نفس الوقت إلى الجهود التي مافتئت تقوم بها البعثة قبل وبعد وصولها إلى البقاع المقدسة من خلال توعية الحجاج بصعوبة أداء مناسك الحج والمشاكل الصحية التي قد يتعرضون لها لاسيما المصابين بالأمراض المزمنة.