قدم أحمد بن بيتور الخبير الاقتصادي، ورئيس الحكومة الأسبق، تصورا مقلقا للوضع الاقتصادي والاجتماعي بالجزائر خلال السنوات القادمة. وحذر بن بيتور في محاضرة ألقاها بڤالمة نهار أمس، مما وصفه بتميّع الدولة وتفكك المجتمع جراء السياسات المتبعة في الوقت الراهن، مؤكدا أن الاقتصاد الجزائري ما زال مرهونا بالجباية البترولية، ولا توجد في الوقت الحالي بدائل اقتصادية أخرى تسمح بالمحافظة على مستقبل الدولة في ظل التغيرات الدولية والإقليمية الحاصلة. وحسب بن بيتور فإن الجزائر تتميز بإمكانات عالية وبحبوحة مالية غير مسبوقة وفي المقابل فإنه يعاني ويعيش حالة مؤسفة كما قال، محذرا من قابلية الاقتصاد الوطني للانجراح والتراجع تحت تأثير عوامل عديدة كالتطور الديمغرافي في الخيارات الاقتصادية الخاطئة، ندرة المياه، التصحر، انكماش المساحات الزراعية، والاعتماد الكلي على المحروقات والتبعية الغذائية. ودعا بن بيتور إلى العمل إلى تغيير الوضع الراهن بطريقة سلمية من خلال ابتكار أساليب العمل السياسي والاعتماد على خطاب قابل للتنفيذ، ووضع خريطة الطريق وإنشاء حلقات الدعم المحلية، مشيرا إلى ضرورة الاعتماد على الكفاءات الوطنية ومحاربة الفساد، وخلص إلى القول إن الحالة العامة للبلاد مقلقة للغاية حسبه، وقدم خمس مؤشرات لضمان وكسب الرهانات المستقبلية، قوة الإدارة، بناء دولة القانون، القدرة على تنظيم الاقتصاد، مصداقية المؤسسات وإعادة بناء الفئة المتوسطة داخل المجتمع.