أكد، أمس، وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، على ضرورة احترام آجال إصدار وثائق الهوية، وكذا العمل على تخفيف الإجراءات وتوفير جميع الظروف الملائمة لحسن استقبال المواطنين. وذكر زرهوني، على هامش زيارته أمس للمقر النموذجي لعملية إصدار جواز السفر البيومتري الإلكتروني الجديد التابع لدائرة وهران في إطار اليوم الثاني والأخير من زيارته للولاية، أنه من ”الضروري أن يسهر أعوان الدولة الإداريين على ترقية الخدمة العمومية بما يتناسب والخصوصيات الاجتماعية للجزائريين واستجابة لانشغالاتهم”. وألح وزير الداخلية والجماعات المحلية على أنه ”يجب مراعاة ظروف المواطنين والتزاماتهم الاجتماعية والمهنية” في إطار الإجراءات الإدارية المعمول بها لإصدار وثائق الهوية والسفر وباقي وثائق الحالة المدنية، مشيرا إلى أن ذلك يتأتى ”بتعزيز روح المسؤولية والتحلي بالانضباط واحترام مواقيت العمل وآجال منح الوثائق المطلوبة لأصحابها”. وطاف الوزير على مختلف مكاتب وأجنحة هذا المقر النموذجي بوهران الخاص بإصدار جوازات السفر البيومترية الإلكترونية، الكائن بحي ”سيدي الهواري” والذي يحتوي على مكتب المعالجة الآلية للمواعيد التي تؤخذ من خلال الاتصال الهاتفي أو ملء استمارة الطلب عن طريق الأنترنت، ثم مكتب سحب المعلومات والتصديق إلى غاية مكتب رفع البصمات والتوقيعات الشخصية وجناح المراقبة. ويحتوي المرفق الجديد على عتاد تكنولوجي رقمي لمعالجة المعلومات وتوزيعها عن طريق شبكة الانترنت، فضلا عن تجهيزات الاتصال وإصدار مختلف الوثائق. يذكر أن عملية إصدار جوازات السفر البيومترية الإلكترونية ستتم على مستوى 64 دائرة نموذجية على المستوى الوطني، إلى جانب 4 قنصليات بالخارج، وذلك ابتداء من السنة الجارية، في انتظار تعميمها تدريجيا على باقي الدوائر والمقاطعات الإدارية والقنصليات. وكان وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية قد أوضح أن العملية تحتاج إلى تجنيد هام للإمكانيات البشرية والمادية النوعية، خاصة وأن عملية توزيع استمارات جواز السفر البيومتري الجديد ستنطلق ابتداء من 4 أفريل المقبل على مستوى جميع دوائر الجزائر، على أن يتم استقبال الملفات فقط على مستوى الدوائر والقنصليات النموذجية بصفة مؤقتة قبل تعميم العملية. وحول مزايا وشكل جواز السفر الجديد، أشار زرهوني إلى أن هذه الوثيقة ستكون مطابقة تماما لجوازات السفر البيومترية الإلكترونية التي تستطيع قراءتها الآلات المتواجدة على مستوى جميع المرافق الحدودية الدولية، وأن هذا الجواز سيحمل مواصفات متطورة ورسومات في عمق صفحاته ترمز إلى مختلف المعالم التراثية والتاريخية للجزائر. شبكة الربط ستكون الأسرع تدفقا بالجزائر رافع أمس وزير الدولة وزير الداخلية والجماعة المحلية، خلال إشرافه على ملتقى قسنطينة الجهوي حول بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر البيومتريين والإلكترونيين بخصوص الأهمية الكبرى للبرنامج الذي توليه الدولة عناية خاصة، موضحا أن كل الإمكانات تم توفيرها لإنجاح العملية، وقال إن شبكة الربط بالأنترنت بين المركز الوطني ومختلف الدوائر والجهات المخولة بالعملية هو الأسرع والأقوى تدفقا في الجزائر. وقال زرهوني وهو يشرح البرنامج أمام ولاة الشرق ورؤساء دوائر إن جواز السفر البيومتري سيصدر مركزيا تحت سلطة رئيس الدائرة وأنه سيتم إصدار مليون جواز سفر بيومتري و5 ملايين بطاقة بيومترية في السنة. وقدم زرهوني عرضا شاملا حول البرنامج الذي اعتبره فريدا من نوعه في الجزائر كونه سيعطي عدة مزايا بوثائق ذات مصداقية، كما سيساهم في مكافحة الإرهاب والجريمة بكل أنواعها، وأنه يأتي في سياق التزام جميع الدول بالاستجابة للضوابط الدولية بخصوص إصدار ومراقبة وثائق السفر، لا سيما توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني. هذا وأفصح وزير الدولة وزير الداخلية بأنه سيتم وضع 800 آلة لكشف البصمات على مستوى كل الدوائر المتواجدة بالجزائر.