أعلن المدير العام لسونلغاز أن ديون المؤسسة لدى زبائنها ليست وليدة السنوات الأخيرة، وإنما هي تراكمات تشكلت عبر أزيد من 20 سنة، وتضاعفت أكثر خلال العشرية السوداء “حيث كانت تمارس ضغوطات وتهديدات على أعواننا من قبل الزبائن عند مطالبتهم بتسديد الفواتير المتضخمة” ما زاد الطين بلة اليوم، كما يضيف، الاستهلاك المفرط للمادة في فصول السنة الأربعة، إضافة إلى أن جميع المنازل توجد بها أجهزة كهرومنزلية تستهلك الكثير من الطاقة. فند نور الدين بوطرفة أن تكون لتلك الديون تأثيرات سلبية وانعكاسات على استثمارات الشركة، لربط البلديات المحرومة من الكهرباء حيث تم رصد 300 مليار دينار لإنتاج الكهرباء ودعم البلديات المعزولة بولايات الوطن. كما كشف مدير سونلغاز لولايات الغرب بوهران، السيد بن سيد جلول، أن ديون المؤسسة بلغت 45 مليار دينار عبر كافة ولايات الوطن، بعد رفض مشتركيها تسديد فواتير الكهرباء، وهو المبلغ المرشح للارتفاع قبل نهاية 2010 في حين بلغت ديون الشركة بالنسبة لولايات الغرب 11 مليار دينار، وهذا عبر 17 ولاية من وهران إلى تندوف وهي الديون التي تحولت إلى خطر يهدد مستقبل القطاع إلى جانب عمليات القرصنة الكهربائية وغيرها، ما جعل الشركة تقوم باتخاذ سلسلة من الإجراءات الردعية لتسديد مستحقات الشركة، إلا أنها لم تتمكن من استرجاع ديونها، ليبقى الحل الوحيد الذي ستلجأ إليه المؤسسة هي المحاكم لمقاضاة الزبائن المتماطلين في دفع الفواتير “خاصة أننا قمنا خلال السنة الماضية بقطع التيار الكهربائي على العديد من السكنات للضغط على الزبائن لتسديد الديون المترتبة عليهم، وهو الإجراء الذي لم يحرك فيهم ساكنا، ما سيحتم علينا إحالة العديد من الملفات على العدالة خلال الأيام القادمة، خاصة أن الشركة سطرت برنامجا ضخما لتوسيع دائرة استثمارها في القطاع، وهذا عبر جميع ولايات الوطن؛ حيث يتم تسجيل كل سنة 250 ألف مشترك جديد في الكهرباء. وذكر ذات المتحدث، أنه بالرغم من أن الشركة لم تسجل أية زيادة في فواتير الكهرباء، إلا أن المتهربين من الدفع يتسترون وراء ارتفاع قيمة الفواتير “وبالرغم من ذلك، قمنا بتسطير برنامج لتسديد قيمة الفواتير بالتقسيط وعلى مراحل، إلا أن الكثير منهم يريدون استهلاك الطاقة الكهربائية مجانا، رغم أن الكهرباء أصبحت تستعمل بطريقة غير عقلانية، وفي ظل ذلك تم توجيه إعذارات وإنذارات لكل الزبائن المتقاعسين بضرورة الدفع”. وأشارت من جهتها المسؤولة بشركة توزيع الكهرباء بوهران إلى أن 46 بالمئة من الزبائن لا يسددون فواتير الكهرباء، وذلك منذ سنوات؛ حيث يقدر عدد المشتركين في الكهرباء ب 120 ألف زبون، مقابل 42 ألف زبون بالنسبة إلى الغاز في الوقت الذي قدرت فيه نسبة تغطية الكهرباء ب 45 بالمئة والغاز ب63 بالمائة، وفي ظل ذلك تبقى سونلغاز تنتظر استرجاع ديونهاالمتراكمة لدى زبائنها.