كشف مصدر طبي مطلع من مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي بوهران ل”الفجر”، أن الأرقام المقدمة من طرف المصلحة حول عدد المتوفين بالسل مشكوك في صحتها، وأن العدد الحقيقي أكبر بكثير من المصرح به. أكّد مصدر “الفجر” أن هذه الأعداد تحمل الكثير من التناقضات ولا تعكس حقيقة عدد المتوفين بسبب داء السل بنوعيه، خاصة وأن المصلحة أصبحت تسجل ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات. وأرجع ذات المصدر أن اللبس الواقع في عدد المتوفين إلى بعض الأطباء الذين يتفادون تسجيل الموتى بذات المصلحة للتقليص من الأرقام المرعبة، فيما يتم تسجيل المتوفين الذين ينقلون إلى مصلحة حفظ الجثث فقط، أما الباقون فيعتبرون من الأحياء. وأضاف المتحدث أن مرضى مصلحة الأمراض الصدرية لذات المستشفى تسجل العديد من الوفيات نتيجة النقص المسجل في الإمكانيات الطبية ووسائل العلاج خاصة الدواء، بعد نفاد المخزون لدى الصيدلية المركزية. وأشار المتحدث إلى أن هذا النقص ليس وليد اليوم وكثيرا ما يتم تسجيل ندرة في الدواء خاصة بعد توزيع كميات منه إلى الوحدات الصحية بالأحياء والقطاعات الصحية، ما جعل الكثير من المرضى بالمستشفى يعانون ويتألمون في صمت. وأكد المصدر أن مصلحة الأمراض الصدرية تشهد اختناقا بسبب الضغط المفروض عليها من قبل المرضى والمتوافدين خاصة من خارج الولاية، كما تشهد أيضا أشغال صيانة وترميم منذ أزيد من سنة ولم تنته بها بعد بجناح الرجال الذين يعانون من داء السل وأمراض تنفسية أخرى. وحذّر المتحدث من تداعيات استمرار هذه الأشغال على صحة المرضى بالمصلحة، رغم تحويل الرجال إلى مصلحة الاستعجالات التي يبقى الحديث عنها ذو شجون، بعد تدهور وضعية قاعات الفحص وانعدام وسائل العلاج والنظافة. وقال المتحدث إن المصلحة تستقبل يوميا ما بين 80 إلى 120 حالة تعاني ضيق في التنفس وأمراض أخرى معدية منها داء السل الذي تجاوز عدد المصابين به الألف حالة منها 240 حالة خاصة بالنساء، في الوقت الذي تعاني منه المصلحة من نقص في الأسرة بحيث يقيم في غرفة واحدة ضيقة أكثر من 3 مرضى يعانون من أمراض صدرية مختلفة أخطرها داء السل السريع العدوى. وصرح في هذا الصدد الدكتور وردي بمصلحة الأمراض الصدرية أن عدد المصابين بداء السل في تزايد مستمر نتيجة انتقال العدوى في الوسط العائلي أكثر إصابة بالمرض، إلى جانب تدني المستوى المعيشي للعديد من العائلات وحالة الفقر التي تعاني منها ونقص الرعاية الصحية بالأحياء ساعدت على انتشار المرض بشكل سريع وكبير.