يا سعد.. لماذا لاتتحدث الصحافة عن الفساد المستشري فيها؟! ولماذا تسكتون عن الفساد المستشري في قطاع الإشهار العمومي مثلا؟! وطرائق "التشيبة" التي تتم به؟! أليست هذه أموال الشعب التي يتلاعب بها أناس لاعلاقة لهم بالإعلام؟! هل تعلم يا سعد أن هناك 80 يومية أغلبيتها الساحقة باللغة العربية تصدر في الجزائر... ولكن عندما نذهب إلى الأكشاك لانجد أغلبها! والعناوين التي نجدها لايتعدى عددها العشرين؟! والسؤال المطروح.. لماذا لانرى أثرا لهذه اليوميات، والجواب تعرفه.. فهذه العناوين لاتسحب أكثر من الأعداد التي تقدمها لشركة "لاناب" لتبرير صدورها والحصول على صفحات الإشهار؟! بل هناك من الناشرين من يطبع أعداد الأسبوع في يوم واحد بتواطؤ مع المطابع؟! ويحدث كل هذا من أجل الحصول على صفحات الإشهار العمومي ولاشيء غير ذلك؟! ولهذا تتكرر إعلانات المناقصات وتنتشر إعلانات عدم الجدوى في البلديات والدوائر وتنشر تبعا لذلك عملية إعطاء المشاريع بالتراضي.. لأن الإعلان ينشر في صحيفة لاتوزع! هل تعرف ياسعد حجم المال العام الذي تبذره المطابع في شراء الورق لطبع هذه الصحف ثم رميها في المزابل، وفي أحسن الأحوال بيع الورق بالكيلو لمؤسسات صناعة علب بيض الدجاج؟! والغريب في الأمر أن هؤلاء المحتالين لاعلاقة لهم بالصحافة، وأقنعوا الحكومة بأن إصدار مثل هذه الصحف هو فعلا الضمانة للتعددية، وحتى لاتحتكر الصحف الساحة وتمارس معارضة الحكم! تحدث ياسعد عن الملفات "الفسادية" التي تسرب إلى الصحافة لضرب أناس شرفاء في أجهزة الدولة لأنهم لم ينساقوا وراء قيم الفساد؟ عادل - الجزائر ملاحظة: أعرف كل هذا يا زميلي عادل وقد كتبت عنه أكثر من مرة! وأقول لك أكثر مما قلت وهو أن عدد الصحف الوهمية هذه أكثر من عدد الصحافيين المهنيين..! فلو كانت الجزائر تتوفر على 80 صحفيا مهنيا لاجتاحت العالم الثالث.. فكيف إذا كانت تتوفر على 80 جريدة؟! ولمعلوماتك، هناك من الصحف المدعوة بالكبيرة تمارس الفساد على نطاق واسع، كأن تقوم بجمع ملفات عن المفسدين في جهاز الدولة (وما أكثرهم)، ثم تقوم بمساومتهم... والأمثلة عديدة وصارخة! إضافة إلى ظهور حكاية الشانطاج للمعنيين من طرف الصحف عبر صيغة قضية للمتابعة! أخي عادل المجال لايتسع وما أثرته مسألة مهمة جدا.