نفت أمس وزارة الشؤون الدينية والأوقاف جملة وتفصيلا ما يشاع عن الأئمة الجزائريين المنتدبين بفرنسا من تهمة تواضع المستوى والغلو في الدين ومحدودية التواصل مع الجالية والمجتمع الفرنسي ذاته المقاطعات الفرنسية أشادت بدورهم في محاربة الآفات وطلبت تمديد عقودهم معتبرة أن حسن مسيرتهم معترف به من قبل الداخلية الفرنسية، فيما اعتبرت مصادر من عمادة مسجد باريس أن الأمر يتعلق باستمرار الحملة الإعلامية المغربية المدعومة من اليمين الفرنسي المتطرف بعد فشل الحملات السابقة، آخرها ما أقدم عليه المتطرف “لوبان” في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وكذبت أمس وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، على لسان مستشارها الإعلامي، عدة فلاحي، في تصريح خص به “الفجر” نيابة عن وزير الشؤون الدينية المتواجد في مهمة عمل بالجمهورية الإيرانية، الاتهامات التي تطال الأئمة الجزائريين بمختلف المقاطعات الفرنسية، عبر أبواق إعلامية مغرضة، جملة وتفصيلا، حيث تصفهم تارة بالمتطرفين، وتارة أخرى بأصحاب التشدد والغلو في الدين، واستدل بقوله بالمراسلات الأخيرة لوزارة الداخلية الفرنسية التي طلبت من الحكومة الجزائرية تمديد عقود عمل أئمة بعض المقاطعات بالنظر لما قاموا به من دور إيجابي في المجتمع الفرنسي، لا سيما المشاركة الفعالة في حملات مكافحة العنصرية، الزنى وتعاطي المخدرات، وغيرها من الآفات التي ترهق كاهل المجتمع الفرنسي حاليا. وأوضح المتحدث أن أغلب الأئمة يحوزون على شهادات اعتراف من مختلف رؤساء المقاطعات الفرنسية التي تتواجد بها هذه المساجد، مضيفا أن وزارة الشؤون الدينية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية، راعت في انتداب 120 إمام جزائري بفرنسا عنصر الكفاءة، حيث يعتبر هؤلاء من خيرة خريجي المعاهد الإسلامية التي تتوفر عليها الجزائر. وفي نفس السياق، قال مصدر مسؤول من عمادة مسجد باريس ل”الفجر” إن الحملات الإعلامية المشبوهة التي يتعرض لها أئمة الجزائر بفرنسا ما هي إلا استمرار للحملة المغربية المغرضة التي يدعمها اليمين الفرنسي المتطرف عبر أبواقه، مضيفا أن من يقف وراء هذه الحملة هم إسلاميون مغاربة من التيار الإسلامي المتطرف، والدليل على ذلك وجود عدد معتبر يشغل منصب إمام بسوابق عدلية جراء محاكمتهم في قضايا إرهاب سنتي 1994 و1996. وتعد هذه الحملة، حسب مصدر “الفجر”، استمرارا لحملة الزعيم اليميني المتطرف، جون ماري لوبان، حين استخدم الراية والجالية الجزائرية في حملته الانتخابية الأخيرة القذرة، وهي الحملة التي لقيت معارضة شديدة من طرف الجالية الجزائرية وفعاليات المجتمع الفرنسي نفسه.