توجه أساتذة الثانوي برسالة إلى الأولياء والآباء شرحوا من خلالها الأسباب التي دفعتهم إلى اللجوء للإضرابات، التي وصفوها بالخيار الإجباري، جراء الإهمال واللامبالاة والظلم والاستصغار الذي تمارسه الوزارة في حقهم، بمجرد مطالبتهم بتحسين وضعية المعلم والتلميذ معا، بعد محاولة الوزير تأليب الرأي العام ضدهم، فيما حذر مجلس “الكناباست” الأولياء من فيدرالية أولياء التلاميذ مشككا في مصداقيتها في الدفاع عن حقوق هؤلاء نظرا لتواطئها مع الوصاية. اغتنم الأساتذة المنضوون تحت لواء نقابة “الكناباست” لولاية قسنطينة ذكرى يوم العلم المصادف ل 16 أفريل، للتحدث مباشرة إلى الأولياء عبر مراسلة وجهت في ظل الظروف السيئة التي يعيشها العام الدراسي 2009/2010، حيث أكدوا من خلالها أن نضالاتهم التي انطلقت منذ عدة سنوات بكل الوسائل القانونية لم تكن من أجل مصالحهم الاجتماعية والمهنية فحسب، وإن كان ذلك مشروعا وهو من صميم عمل النقابة وحقوقها المشروعة، نافين أن يكونوا طلاب مادة كما يريد البعض الترويج له أو اتهامهم به. وأوضحوا في ذات الرسالة التي استلمت “الفجر” نسخة منها، أنهم أولياء تلاميذ قبل أن يكونوا أساتذة ونقابيين، وأن لهم أبناء يدرسون كذلك بذات المدارس التي تشهد الإضرابات والاحتجاجات، حيث يسعدهم ما يسعد الآباء ويؤلمهم ما يؤلم هؤلاء، مؤكدين أن “نضالهم يهدف بالدرجة الأولى لتحقيق منظومة تربوية فعالة تواكب التطورات الحاصلة في العالم، ونناضل من أجل تحسين وضعية المعلم في الجزائر الذي بصلاح حاله تتحسن حالة المتعلم والمجتمع على حد سواء”. كما تهدف احتجاجتهم، حسبهم، إلى توفير كل الوسائل المادية والمعنوية للمربّي حتى يتفرّغ إلى مهمّته النبيلة وهي تكوين النشء تكوينا متوازنان وإعداده ليكون رجل الغد يخدم وطنه بإخلاص وحب، ولتمدرس التلاميذ في ظروف ملائمة تمكنهم من التحصيل العلمي النوعي. إضافة إلى ذلك، أكد الأساتذة أن الدخول في حركات احتجاجية في هذا الوقت بالذات يعتبر ردا على حقوقهم التي تم الدوس عليها وكذا إحساسهم بالإهمال واللامبالاة و” بالظّلم والاستصغار”، وأكدوا أنهم متفهمون لانزعاج أولياء التلاميذ من قرار الأساتذة العودة للإضراب، الذي عادوا إليه مكرهين و”لا نعتبر أنفسنا أبطالا، واعلموا بأن مصلحتنا من مصلحة أبنائكم، ولن تجدوا أحسن مدافع عن التلميذ من أستاذه”. ومن جانب آخر دعا المنسق الوطني ل”الكناباست”، نوار العربي، الأولياء إلى التحرك لإنقاذ الموسم الدراسي، محذرا من الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ التي تتزعم الدفاع عن حقوق هؤلاء، وقال إنه “يشكك في مصداقيتها”، باعتبارها هيئة مستعملة من طرف الوزارة لتزكي أعمالها، مثيرا تخوفه من النتائج الهزيلة التي تحصل عليها التلاميذ في ظل عدد كبير من الدروس التي سيتم تقليصها، ما يستدعي دورة ثانية للبكالوريا. وتفاجأ نوار العربي من قرار خصم أجور الأساتذة بغير وجه حق، في الوقت الذي تحدث فيه الوزير أنهم قد عملوا ما بوسعهم لاستدراك الدروس المتأخرة، ما يعني أنه تعد صارخ على حقوقهم. من جهته دعا “الانباف” الوصاية إلى تهدئة الأوضاع والعمل على استدراك ما فات لتحسين مستوى التلاميذ، الذي تراجع كثيرا خلال الفصل الثاني.