لم أسمح لنفسي بتجاهل هذه الرسالة التي وصلتني عبر الموقع من قارئ وقّع باسم : ”رسالة إلى السيدة حدة من شيخ تعيس من عالم إسلام المظاهر” هذا نصها : ” لا عجب أن أجد بعض التعاليق المنفرة التي تدل على سطحية أصحابها. لنتساءل متى ارتفع معدل الاغتصاب في الجزائر؟ أليس عند ظهور أصحاب القمصان القصيرة واللحى الطويلة، الذين تركوا عماد الدين وانشغلوا بالمظاهر؟ أليس ثمة آلاف من الأطفال ولدوا في الجبال بسبب دعاة الدعوة الوهابية؟ أليس ثمة مئات الآلاف من الفتيات اغتصبن وعبث بشرفهن من طرف أصحاب اللحى وتم قتلهن أو تم إرجاعهن إلى الأهل؟... أليس الذين أرغموا النساء على ارتداء الخمار والحجاب هم الذين اختطفوا بناتنا المحجبات واغتصبوهن ؟ وأنا أنبهكم إلى المأساة التي خلفها إرهاب المظاهر، حيث صدرت دراسة مؤخرا تفيد بأن النساء اللواتي تعرضن لاختطاف من طرف الإرهابيين أصبن بمرض هوس الاستحمام، وهذه دراسة قام بها أخصائيون في علم النفس. ماذا سنفعل بهؤلاء النسوة؟ هل سنضع على رقابهن السيف ونذبحهن من الوريد إلى الوريد؟ وهل هؤلاء سعين إلى البغاء بأرجلهن؟ أليس البغاء هو من أتى إليهن بسبب رجال أطلقوا اللحى ولبسوا قمصانا قصيرة وقالوا لنا هذه السنة سنة السبي والاعتداء على النساء؟ تمنيت أن تنتبهوا إلى هذه النقطة السوداء في تاريخنا، فقد فعل الإسلاميون عبدة المظاهر في بناتنا ما لم يفعل الاحتلال الفرنسي. أنا شيخ أتى الإرهابيون واختطفوا ابنتي بعدما قتلوا كل أفراد عائلتي ولما عدت من العمل وجدت مجزرة أرواح ومجزرة شرف، صدقوني دفنت الموتى وبقيت أترقب عودة ابنتي المختطفة وقد قال لي البعض أن يقتلوها أفضل من إرجاعها إليك. وكنت أجافي كل من يقول لي هذا الكلام، لأن ابنتي ظلمت واعتدي عليها وليس من الحق أن أضيف ظلمي لها، وياليتها عادت والأكيد أنهم قتلوها شر القتل أو ربما انتحرت أو أصيبت بالجنون...هذه هي الأسئلة والتخيلات التي تطرأ على ذهني صدقوني بأن حزني عليها أشد من حزني على الذين دفنتهم واحدا تلو الآخر، أما ابنتي فلست أدري ما حدث لها وعندما تعود صورتها إلى ذهني ينتابني حزن شديد والاكتئاب وأكثر من الاستغفار والشهادة. لهذا أتمنى أن تتطرق السيدة حدة الفاضلة إلى هذه المسألة، مسألة أصحاب اللحى الذين تشبعوا بثقافة السبي والاعتداء على شرف النساء. أتمنى أن تنشروا رسالتي ففيها تخفيف عن معاناتي وإن شاء الله لن تذوقوا ذرة مما ذقت. أدعو لكم بالستر والعيش الكريم.