بعد يومين على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 1100 شخص في شمال غرب الصين، بدأت المساعدات الطارئة بالوصول إلى المنطقة المدمرة حيث تتواصل عمليات البحث عن ناجين ويجري التحضير لحرق مئات الجثث. وراجعت السلطات حصيلة ضحايا زلزال صباح الأربعاء التي ارتفعت مساء الجمعة إلى 1144 قتيلا، كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة. وأنهى رئيس الوزراء وين جيباو زيارة إلى جيغو مركز الزلزال الذي ضرب منطقة وعرة في إقليم تشنغهاي النائي في هضبة التيبت، مؤكدا أن الصين قادرة على تخطي هذه الكارثة. وأحرقت السبت جثث مئات الضحايا في المعبد البوذي الرئيسي الذي يطل على المدينة، في مراسم نظمها كهنة بوذيون تيبتيون. ونقلت الجثث بشاحنات إلى مكان إحراقها، قبل أن يقوم الكهنة بصفهم على لوح خشبي يبلغ طوله حوالي 150 متر. وقام مئات الكهنة بترديد أناشيد جنائزية في المكان الواقع خارج المدينة التي دمرها الزلزال الأربعاء. وبعد ذلك أضرمت النار في الجثث. ووصلت أولى الآليات المحملة بمساعدات إلى مدينة جييغو التي تتدنى فيها درجات الحرارة حتى خمس درجات تحت الصفر ليلا والتي انهار 85 بالمئة من مبانيها ما خلف مئة ألف مشرد بدأ يعوزهم الغذاء. ومن المقرر أن يتم توزيع 41 ألف خيمة و160 ألف معطف و188 ألف لحاف، إضافة إلى 185 طن من الغذاء والمواد المختلفة من الأسرة إلى الحمامات النقالة، بحسب الحكومة. وتم إرسال فرق طبية وخيام وأغطية أيضا إلى تشنغهاي حيث يقوم أطباء بتقديم العلاج وإجراء العمليات في منشآت عشوائية لضحايا أسوإ زلزال تشهده الصين منذ زلزال سيشوان في 2008 الذي خلف 87 ألف قتيل. وقال رئيس الوزراء الصيني في مقر قيادة عمليات الإنقاذ إن الأولوية هي لإنقاذ الناس ولن نستسلم حتى وإن تضاءل الأمل”، على ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة. وحصل آلاف المسعفين الجمعة على معدات ثقيلة بعد أن كانوا الخميس يحفرون مستخدمين أيديهم. بيد أن المعدات بدت غير كافية بالنظر إلى فداحة الدمار. ويتعين على رجال الإنقاذ الذين يساعدهم آلاف الجنود والرهبان البوذيين، مواجهة نقص الأوكسجين في هذه المنطقة الواقعة على ارتفاع أربعة آلاف متر والتي يسود فيها برد قارس.