نظرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة في قضية تتعلق بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تهدف إلى المساس بأمن الدولة وبث الرعب في أوساط السكان وخلق جو من عدم الأمن، والإشادة وتمويل أعمال إرهابية مسلحة وجنحة عدم التبليغ، وهي التهم التي واجهها ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 24 و34 سنة. وتعود أطوار الكشف عن ملابسات هذه القضية إلى السنة المنقضية، حين حررت المصلحة المركزية للشرطة القضائية محضرا جاءت فيه معلومات مؤكدة تفيد بتورط كل من المتهم (د. عدلان) 34 سنة والمتهم (و. يوسف) 24 سنة في قضية انتماء، وإسناد ما يعرف بكتيبة الأنصار، والتي كانت تنشط في الأوساط المدنية بكل من الشراڤة ووبلدية أولاد عيسى بدلس. وفيما كان المتهم الثالث (ا. عبد القادر ) 26 سنة والمدعو عبد الله، في حال فرار، أكدت تحريات الجهات الأمنية أن هذا الأخير التحق بالجماعات المسحة سنة 2003، بينما بقي عدد من أقربائه، من بينهم شقيقه وصهره، ينشطون في الوسط المدني وكانوا دائما على اتصال، وهو ما أكده المتهم (د. عدلان) الذي أوضح أنه التقى بالمدعو عبد الله في صائفة 2006 في منزل أصهاره رفقة إرهابي آخر وكانا مسلحين واتفقا على أن يمولهما بمادة المصل التي تدبرها من مستشفى بني مسوس ومستشفى الأمراض العقلية بالشراقة، بالإضافة إلى المؤونة الغذائية والمواد الطبية وحتى بطلقات نارية من أحد عناصر الشرطة العاملين بمدرسة الأمن الوطني بالشراڤة، كما كانت والدة المتهم عبد الله تتلقى مساعدات مالية من ابنها بواسطة المتهمين الآخرين. وأثناء سماعهم أمام قاضي التحقيق تراجع المتهمون عن تصريحاتهم الأولى بدعوى أنها كانت تحت الضغط والإكراه ليوضح المسمى (و.يوسف ) أنه كان يشتغل في ورشات البناء في العاصمة ثم انتقل إلى تيزي وزو وعمل كفلاح ولم يسبق له أن تعامل مع أي إرهابي، لتصدر في حق المتهمين أحكام متفاوتة بما فيها حكم يقضي بحبس المتهم الرئيسي والمتواجد في حالة فرار المدعو عبد الله 20 سنة سجنا نافذا و6 سنوات سجنا نافذا لبقية المتهمين.