هدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بإقصاء المناضلين الذين يروجون لما وصفه بالإشاعات والتكتلات، الذين اعتبروا عدم ظفرهم بمقاعد في اللجنة المركزية أو المكتب السياسي شكلا من أشكال الإقصاء، و”اللي طوال لسانو لازم يتقطع”. شدد عبد العزيز بلخادم، أمس، من لهجته وهو يتطرق إلى قضية المناضلين الذين لم تبرز أسماؤهم ضمن قوائم اللجنة المركزية أو المكتب السياسي للحزب، وقال إن هؤلاء المناضلين لم يقتنعوا بأن النتائج التي تمخض عنها المؤتمر التاسع للحزب، أملتها الجهود والمثابرة التي قام بها الجميع خلال الخمس سنوات الماضية، ودعا الذين لم يفوزوا بمقاعد إلى بذل المزيد من الجهد، والنزول مجددا إلى القواعد من أجل الظفر بمقاعد في المؤتمر القادم. وتابع الأمين العام للأفالان، وهو يخاطب المحافظين ال57 وأعضاء المكتب السياسي للحزب المجتمعين في المقر الرئيسي بالعاصمة، بأن التهديدات التي يطلقها الغاضبون، أو بالأحرى الذين لم يتمكنوا من الحصول على مقاعد في المكتب السياسي، ليست “عملة صالحة”، داعيا محافظي الحزب إلى العمل على تنوير القواعد وعدم الانسياق وراء تهديدات هؤلاء الأشخاص، الذين يمكنهم أن يستغلوا سذاجة القواعد ويؤثرون عليها. وقال بلخادم إن الإقصاء هو آخر إجراء يمكن أن يلجأ إليه الأفالان في حال استمرار هؤلاء الأشخاص في الترويج للإشاعات، واصفا التجديد الذي يطرأ على الحزب بعد المؤتمر بالأمر العادي، باعتبار أن لا أحد بإمكانه الخلود في المنصب، وعقّب على سياسة التهديد التي ترفعها بعض الأطراف، بالعامية قائلا “نحن لا نخاف، ومن يعتقد أنه يرفع السماء فليتركها تسقط على رؤوسنا، الرجال هم الذين يصنعون المناصب وليس العكس، المناضل الحقيقي يجب أن لا يضع آخر تحت الضغط”. وتأسف الأمين العام لتفكير بعض المناضلين بمنطق الحزب الواحد، وعدم تقبلهم التغيير والتداول داخل الحزب، رغم أنه أمر عادي، مستشهدا بمقولة المرحوم، الشريف مساعدية “إذا خلينا الريش سنسير عراة في المستقبل”، وإن مثل هذه الخلافات هي فرصة سانحة لظهور واستفادة أحزاب أخرى. وقدم بلخادم توجيهات للمحافظين ورؤساء القسمات بغلق باب الانخراط أمام الذين يسعون للحصول على المناصب فقط، وقطع الطريق أمام الذين يقومون بدفع الأموال للمنخرطين الجدد، من أجل الحصول على رئاسة القسمة أو المحافظة، استعدادا للانتخابات التشريعية والمحلية المقبلة، مضيفا أنه آن الأوان لوضع حد لمثل هذه التصرفات، ودعا محافظي الحزب إلى عقد الجمعيات العامة، بداية من 8 ماي المقبل، بتجميع أعضاء القسمات والمحافظات ونواب البرلمان عن كل ولاية، في إطار التحضير لعملية إعادة الهيكلة المرتقبة الشهر المقبل. كما أوضح بلخادم لأعضاء المكتب السياسي أهمية النزول خلال هذه الاجتماعات للتأطير والتوجيه الحسن، موجها دعوة للمحافظين بالتقرب من القواعد الحزبية قصد شرح وتوضيح جميع النقاط الواردة في القانون الأساسي للحزب، والنظام الداخلي، والبرنامج العام.