التمس ممثل الحق العام لدى محكمة الجنايات، بمجلس قضاء البليدة، تسليط عقوبة المؤبد في حق المدعو (م.أمين) 27 سنة، بعد أن وجهت له تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. اعترف المتهم خلال جلسة محاكمته بما اقترفت يداه، وروى تفاصيل الواقعة التي شهدها دوار المحافرة بالداموس، والتي تعود إلى تاريخ 01-07-2009 حين تلقت مصالح الدرك الوطني بالداموس مكالمة هاتفية من العيادة الطبية المتعددة الخدمات، مفادها استقبال مصالحهم للضحية (م.احمد) 40 سنة إثر تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض. التحقيق كشف عن حدوث شجارات ومناوشات حادة بين الطرفين في حدود الساعة التاسعة مساء من ذلك اليوم، ليتطور الأمر لاستعمال الجاني لسكين طعن به الضحية على مستوى البطن قبل أن يلوذ بالفرار، فيما نقل الضحية إلى مستشفى سيدي غيلاس لتلقي الإسعافات، غير أن حالته تطلبت نقله إلى مستشفى مصطفى باشا، حيث أجريت له عملية جراحية، وبقي تحت العناية المركزة قبل إن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته بعد أسبوع من الحادثة.وحسب إفادة المسمى أمين، فإنه كان عائدا مساء ذلك اليوم إلى منزله قبل ان يفاجأ بالضحية وهو يحاول أن يدهسه بشاحنته، ما اضطره إلى القفز إلى حافة الطريق للابتعاد عنه والنجاة بنفسه، وللإنتقام منه حمل حجرا و راح يقذف به مؤخرة الشاحنة ما جعل السائق ينزل منها ويكيله بسيل من الشتائم.. وهنا اشتبك الطرفان إلى غاية خروج والد المتهم الذي فك بينهما وطلب من ابنه الدخول إلى المنزل وهو ما فعله هذا الأخير، غير أنه و “بعد دخولي - أضاف المتهم في إفادته أمام هيئة المحكمة - سمع المرحوم يتلفظ بكلام بذيء بالقرب من منزلنا ولدى خروجي مجددا وجدته يتعارك مع أخي مستعملا قضيبا حديديا فقررت التدخل و وضع حد لتصرفاته وأصبته بنفس القضيب الذي كان معه فأخرج سكينا وحاول طعني به غير أني تمكنت من أخذه منه، ولا أدري كيف أصبته و لما رأيته ينزف ألقيت بالسكين وهربت مبتعدا”. وعن سبب هذا العداء والحقد الدفين الذي انتهى بإزهاق روح، قال المتهم إن الأمور تعود إلى عشر سنوات مضت عندما حاول الضحية - حسب زعمه - الإعتداء عليه بطريقة غير أخلاقية، وأنه منذ حوالي 20 يوما عاد للعمل معه على متن شاحنته لبيع الخضر في الأسواق وهنا حاول إعادة الكرة بغية الإعتداء عليه ما جعله بتوقف عن العمل معه وطالبه بأجرته التي لم يتحصل عليها. هيئة المحكمة، وبعد سماعها إفادة المتهم والتماسات النيابة، عادت لتقضي على الجاني ب 10 سنوات سجنا نافذة.