سألني أحد القراء: لماذا لا أكتب عن الصحف التي استأسدت هذه الأيام على مؤسسة الهاتف النقال "جيزي"؟! وكانت هذه الصحف بالأمس فقط يقف مسؤولوها أمام المكلف بالإعلام في جيزي، حميد ڤرين، مثل القطط المبللة! طمعا في رضاه والحصول على صفحات الإشهار! هذا الإشهار الذي جعل بعض الصحف المستأسدة اليوم على جيزي صحفا قابلة للحياة! المصيبة أن بعض المسؤولين في الصحف كانوا يفرحون عندما يتصور معهم حميد ڤرين.. ويبرزون ذلك في الصفحات الأولى لصحفهم قبل صور رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية! وقد وصل أمر تبعية هذه الصحف لحميد ڤرين إلى حد أنه أصبح تأثيره في توجيه الخط الافتتاحي لهذه الصحيفة أو تلك أكثر من تأثير رئيس الحكومة الجزائرية أو غيره! ومثل هذه الظواهر ما تزال سارية مع بعض المعلنين الآخرين في قطاع الاتصالات وغيرها ممن لهم كميات معتبرة من الإعلانات! الإشهار في بلدان أخرى له وظيفة غير الوظيفة التي يقوم بها الإشهار عندنا.. الإشهار في الأساس له وظيفة تقديم خدمة للمعلن من طرف الصحيفة، ولا دخل لهذا الإشهار في الخط الافتتاحي للصحيفة! أما عندنا فالإشهار لا يقدم خدمة، بل يقدم إمكانية للتدخل في الخط الافتتاحي للصحيفة! ويا ليت الزميل حميد ڤرين يتحدث أو يكتب ما عاشه من تجربة في مجال تسيير الصحف بواسطة الإشهار! ولو تم ذلك لكانت كتبه أفضل بكثير من الكتب التي أصدرها حتى الآن كروايات! لهذا لا غرابة أن تستأسد بعض الصحف على البقرة التي تسمى جيزي بعد أن "غرزت"! وهذه خاصية موجودة في الصحافة الجزائرية، وهي "عض" "البزولة" عندما يجف لبنها! إنها مصيبة أخرى تواجه مهنة الصحافة في الجزائر؟!