أعرب 60 عاملا جزائريا، بينهم مهندسون وإطارات ينشطون بشركة “لينا“ البرتغالية للمنشآت القاعدية، عن امتعاضهم الشديد للمعاملة التمييزية والعنصرية التي يخضعون لها من قبل القائمين على الشركة المشرفة على عدة مشاريع قاعدية، تتمثل في إنشاء الطرق في تمنراست بالجنوب الجزائري منذ نحو ثلاث سنوات. وقال العمال في شكوى تسلمت “الفجر“ نسخة منها أمس، إن الحرب التمييزية التي يمارسها مسؤولو الشركة البرتغالية ضدهم، أفرزت حالة من التدهور الصحي، عضويا ونفسيا، نتيجة الحڤرة وتفضيل العمال البرتغاليين عليهم، خاصة فيما يتعلق بالعطل المهنية، ظروف الإقامة والإطعام. وأضاف البيان أنهم تحولوا إلى عبيد يعملون دون هوادة، دون أي حق في التأمين؛ حيث أفرز العمل الشاق بالمحجرة إلى إصابة بعض العمال الجزائريين بأمراض القلب والكلى، نتيجة غياب دائرة طبية تشرف على حالتهم الصحية، ناهيك عن بعد المسافة بين قاعدة الحياة التي يقيمون بها وأقرب مستشفى بولاية تمنراست على نحو 160 كلم. كما أن تملص الشركة من التزامات التأمين وتعويض الأدوية زاد في تعميق الوضعية السلبية التي يعانون منها، إلى جانب الشتائم والاهانات الموجهة إليهم، دون التطرق إلى النظام الغذائي الذي يقتصر على تقديم وجبات تعتمد على الأرز المغلي بالماء، في غياب تام لمادة الحليب ما كان وراء ضعف بنية العمال رغم المهام الشاقة التي ينفذونها. وتجدر الإشارة، حسب ما أوردته الشكوى، أن المعنيين كانوا قد تقدموا بعدة شكاوى تم توجيهها إلى السلطات الوصية العليا، للتوصل إلى وضع حد لهذه السيطرة والهيمنة العنصرية من قبل المسؤولين البرتغاليين الذين ضربوا بقوانين العمل الجزائرية عرض الحائط غير أنها لم تسفر عن اتخاذ أي إجراء ينصف هؤلاء العمال الذين تبقى وضعيتهم المتدهورة على حالها إلى إشعار آخر .