ما زال المصريون "يهبّبون" في إعلامهم ويخلطون بين الكرة والسياسة والدبلوماسية في علاقة مصر بالجزائر! ونقول لهم مرة أخرى: إن الكرة تبقى كرة والسياسة والاقتصاد شيء آخر! نحن في الجزائر لا نطلب اعتذار مصر الرسمية عما حدث للفريق الوطني وأنصاره في القاهرة.. بل نطلب اعتذار مبارك وأبنائه على ما بدر منهم إزاء الجزائر! فعندما يقول الرئيس مبارك للفريق الوطني المصري في استاد القاهرة لابد أن تنتصروا على الجزائر لأن مصر دولة محورية وتنقل ذلك وسائل الإعلام المصرية بالصورة والصوت.. فهذا يعني أن الرئيس المصري قد أخلط السياسة بالكرة! وهذا ما يتطلب الاعتذار كأقل إجراء! وعندما يقول أبناء مبارك ما قالوا في قنوات العار ضد ثورة الجزائر وشهداء الجزائر وشعب الجزائر.. فهذا أيضا يتطلب الاعتذار خارج نطاق الكرة! ولو حدث هذا في حينه لأمكن تجاوز الأزمة.. أما وأن الحكم في مصر لم يفعل فقد أصبح اليوم الاعتذار لا معنى له.. حتى ولو صدر من الرئيس مبارك نفسه! فما بالك بالاعتذار من أذناب جمال مبارك في قنوات الصرف الصحي الفضائية المصرية أكرمكم اللّه! واضح أن المصريين ندموا على تسييس القضية بسبب الضربات الاقتصادية التي لحقت مصالح مصر في الجزائر! وما يجب أن يعرفه المصريون الشرفاء قبل غيرهم أن المصالح الاقتصادية المصرية التي صفيت في الجزائر لم يحصل عليها المصريون بمنافسة شريفة، بل حصلوا عليها بصيغ تفضيلية، ومنها شركة جازي وغيرها.. ولهذا فإن الجزائر لم تنتقم من مصر اقتصاديا بسبب الكرة، بل نزعت صيغة التفضيل فقط! التي كانت تتمتع بها الأنشطة الاقتصادية المصرية في الجزائر! وإذا كان المصريون يريدون العودة إلى ما قبل الخطإ الفادح الذي ارتكبه آل مبارك ضد الجزائر دون دفع ثمن ما فعلوه فذاك "بُعدهم"! نعم سيلعب الأهلي والإسماعيلي في الجزائر وسيستقبلان بكل حفاوة.. وستلعب شبيبة القبائل في مصر وستحترم رغم أنف المصريين! لكن هذا لا يمكن أن يؤدي إلى إصلاح ما فسد.. ويجب أن يفهم المصريون هذا. الإعلاميون المصريون أحرار في بلدهم حين يقولون: إن مصر ولدت يوم ولد مبارك.. وسيقولون ذلك أيضا لابنه جمال حين يرث مصر عن أبيه.. لكن هؤلاء ليسوا أحرارا في شتم الشعب الجزائري والشهداء لصنع شعبية لآل مبارك في مصر! وليعلم هؤلاء أن الاعتذار قد تجاوزه الزمن ولم يعد مقبولا حتى ولو جاء من الرئيس مبارك نفسه! فما بالك باعتذار بيادق الفتنة في الفضائية المصرية؟! ونقول لهم: تعرفون بداية الأزمة.. لكن نهايتها ليست بأيديكم!