أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أول أمس الأحد، عن التوصل إلى اتفاق بين إيران وتركيا والبرازيل بشأن إجراءات لإحياء اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي تسانده الأممالمتحدة، بعد قرابة 18 ساعة من المفاوضات، وهو ما يعتبر مكسبا كبيرا للدبلوماسية البرازيلية والتركية خاصة، ومجموعة ال15 عامة وكان قد انضم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الرئيس البرازيلي، باعتبارهما يمثلان دولتين عضوين غير دائمتين بمجلس الأمن الدولي، مساء أول أمس بعدما كان أعلن أنه لن يتوجه إلى إيران، لأن رد طهران على الاقتراح البرازيلي والتركي غير كاف، وقال أردوغان للصحافة التركية قبيل مغادرته إلى إيران “لقد أجرينا اتصالات على مستوى عال في إيران وسنجد فرصة لإطلاق عملية تبادل” اليورانيوم الإيراني. فيما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حضور رئيس الوزراء التركي إلى طهران، إشارة إلى تقدم في المفاوضات بشأن الملف النووي. يذكر أن تركيا والبرازيل - العضوتان- قد عرضتا التوسط لإيجاد مخرج لأزمة الملف النووي الإيراني، في وقت تستعد فيه الدول الكبرى لفرض سلسلة جديدة من العقوبات على إيران. وكان الملف النووي في صلب محادثات أجراها وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، مع نظيريه البرازيلي، سيلسو أموريم، والتركي، أحمد داود أوغلو، الذي سبق أردوغان إلى إيران، بهدف تفعيل وساطة الرئيس البرازيلي على هامش زيارته الرسمية الهادفة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البرازيل وإيران وعشية قمة عقدتها أمس الإثنين في طهران مجموعة دول عدم الانحياز التي ينتمي إليها البلدان. وذكرت محطة “برس تي في” أن إيران وافقت على إرسال 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة 3.5٪ إلى تركيا مقابل الحصول على 120 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بدرجة 20٪. من جهته، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن بلاده سترسل الكمية المتفق عليها من اليورانيوم إلى تركيا خلال شهر، بعد أن يتم إبلاغ الوكالة الذرية “وإذا جرى التوقيع على اتفاق مع الوكالة والدول الثلاث المعنية وهي فرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة”. ومباشرة عد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق، دعا الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس الإثنين الدول الغربية إلى استئناف المحادثات النووية عقب توقيع اتفاق تبادل اليورانيوم منخفض التخصيب مع وقود نووي عالي التخصيب مع كل من البرازيل وتركيا، وصرح نجاد، خلال أشغال قمة مجموعة ال15 المنعقدة حاليا في طهران، إن تركيا ملزمة بإعادة اليورانيوم منخفض التخصيب فورا ودون شروط إذا لم ينفذ الاتفاق. وقال نجاد أنه حان الوقت للدول الخمس زائد واحد لبدء محادثات مع إيران تعتمد على الصدق والعدالة والاحترام المتبادل”. من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أنه لم يعد هناك ما يبرر فرض عقوبات على إيران بعد اتفاق تبادل اليورانيوم. من جهتها، ومباشرة بعد الإعلان عن نجاح الوساطة، سارعت إسرائيل، قبل غيرها من العواصمالغربية المعنية مباشرة بالملف إلى التشكيك في الاتفاق والتحذير من أن إيران “تلاعبت” بتركيا والبرازيل عبر “التظاهر بموافقتها” على اتفاق ينص على تبادل قسم من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تمتلكه بوقود نووي في تركيا. وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الإيرانيين سبق وإن لجأوا إلى الحيلة نفسها عبر ادعائهم الموافقة على هكذا آلية لخفض التوترات ومخاطر عقوبات دولية مشددة، ومن ثم رفضوا الانتقال إلى التنفيذ”. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن “مسؤولين كبار” قولهم إن الاتفاق الإيراني - التركي - البرازيلي “سيؤدي إلى تفاقم المشكلة الإيرانية عبر جعل التصويت على عقوبات ضد إيران في مجلس الأمن الدولي الذي تطالب به الولاياتالمتحدة والأوروبيون، عملية أكثر صعوبة”. وأضافت أن “المنشآت النووية الإيرانية ستواصل عملها وطهران ستواصل تقدمها نحو برنامج نووي عسكري بموازاة تطويرها صواريخ بعيدة المدى”. إيران تفرج عن فرنسية مدانة بالتجسس وصلت الفرنسية، كلوتيلد ريس، إلى بلدها أول أمس الأحد بعد أن أفرجت عنها السلطات الإيرانية، وقد نفى مسؤولون في فرنساوإيران إبرام أي صفقات في سبيل الإفراج عنها. وكانت ريس، 24 سنة، التي تعمل مدرسة مساعدة للغة الفرنسية في جامعة بأصفهان، قد اتهمت بالتجسس عقب مشاركتها في مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة في إيران ورفع صور لها على الإنترنت. وألقي القبض عليها في جويلية 2009 وهي تهم بمغادرة طهران، واتهمت بعد أن اعترفت أمام محكمة الثورة بأنها شاركت في المظاهرات وقدمت تقريرا حولها للسفارة الفرنسية. لتحتجز في بادئ الأمر في سجن إيفين بطهران لمدة شهر ونصف، قبل أن تطلق السلطات الإيرانية سراحها في أوت 2009 لتقيم في السفارة الفرنسية بانتظار صدور الحكم في قضيتها.