قالت تركيا أنها لا تزال ترى أن هناك فرصة لأن تقوم إيران بمبادلة للوقود النووي على أساس اتفاق لمبادلة الوقود النووي توصلت إليه تركيا والبرازيل وإيران في ماي الماضي، في حين اقترحت طهران على الاتحاد الأوروبي استئناف المحادثات في سبتمبر المقبل. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو متحدثا في مركز أبحاث تشاثام هاوس في العاصمة البريطانية أن "اتفاق طهران هامد. توجد عقوبات جديدة لكن هناك إمكانية لتسوية هذه المبادلة لليورانيوم على أساس اتفاق طهران، علينا أن نستغل ذلك". وفي نفس الوقت خاطب أوغلو طهران قائلا "يتعين على إيران أن تكون أكثر شفافية وأكثر انفتاحا وأن تنفذ التعهدات الواردة في اتفاق طهران ويتعين على القوى الخمس زائد واحد (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا) أن تعطي فرصة لهذه الجهود الدبلوماسية بدلا من النزوع إلى المواجهة". وقال المسؤول التركي إن بلاده ستواصل العمل من أجل هذا الحل الدبلوماسي ولا تريد تدخلا عسكريا في المنطقة ولا تريد مزيدا من العقوبات التي ستؤثر على الاقتصاد ولا تريد أسلحة نووية في المنطقة. وأشار أوغلو إلى أن جهود تركيا والبرازيل لم تفشل، قائلا "لقد أظهرنا للعالم أنه من خلال الدبلوماسية يمكننا تحقيق شيء ما، المشكلة أنه لا أحد كان يتوقع أن تقنع تركيا والبرازيل الجانب الإيراني بتوقيع هذه الورقة لذلك كان من الصعب التكيف مع الموقف الجديد". وعلى صعيد آخر اقترح كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي، في رسالة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن تجري محادثات في سبتمبر المقبل بشأن قضايا من بينها البرنامج النووي لطهران، وهي أول إشارة واضحة على أن إيران تريد استئناف المحادثات منذ فرضت عليها العقوبات الدولية الأخيرة. وطلب جليلي من أشتون في الرسالة التي تحمل تاريخ السادس من جويلية الجاري تأكيدات بشأن ثلاث قضايا قبل إجراء أي محادثات، تبدو تكرارا لمطالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي كشف عنها الشهر الماضي. وهذه القضايا هي ضرورة أن تستهدف المحادثات "التعامل والتعاون"، وأن تكون "ملتزمة بالحوار العقلاني"، وأن تعلن أشتون موقفها "من الأسلحة النووية للنظام الصهيوني"، في إشارة إلى ترسانة إسرائيل من الأسلحة النووية التي لم تؤكد أو تنف امتلاكها حتى الآن. كما أشار جليلي إلى ضرورة أن تشارك في المحادثات "دول أخرى مهتمة"، معتبرا أن "وجود حكومات أخرى تتطلع لنفس الشيء في هذه المحادثات يمكن أن يساعد في جعل هذه الحوارات البناءة ملموسة أكثر"، في تلميح قد يقصد به تركيا والبرازيل اللتين توصلت إيران معهما في ماي الماضي إلى اتفاق لمبادلة الوقود النووي، قوبل برفض الغرب. وقال أن رد أشتون على هذه المطالب "يمهد الطريق" لبدء المحادثات النووية في سبتمبر 2010. ولم تعلن آشتون كيف تعتزم الرد على رسالة جليلي وهي تلعب دور مسؤولة الاتصال للولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول الرئيسية في المفاوضات النووية الإيرانية إلى جانب روسيا.